فضائل بناء الأسبلة
المائية الوقفية الخيرية
تعتبر الأسبلة المائية جزء من أجزاء الوقف الخيري، والذي يقصد به الواقف من ورائه التصدق على وجوه البر، سواء أكان على أشخاص معينين كالفقراء والمساكين والعجزة، أم كان على جهة من جهات البر العامة، كالمساجد والمستشفيات والمدارس وغيرها، مما ينعكس نفعه على المجتمع،أي أنه وقف يصرف فيه الريع من أولي الأمر إلى أشخاص معينين - ليسوا من ذرية الواقف -أي لجهة خيرية، ومثال ذلك وقف علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه فقد قطع عمر بن الخطاب رضي الله عنه له ينبع، ثم اشترى علي إلى قطيعته التي قطع له عمر أشياء فحفر فيها عينًا، فبينما هم يعملون، إذ انفجر عليهم مثل عنق الجزور عن الماء، فأتى عليًا فبشره بذلك، فقال علي: بشر الوارث، ثم تصدق بها على الفقراء والمساكين، وفي سبيل الله وابن السبيل القريب والبعيد في السلم والحرب ليصرف الله النار عن وجهه بها.
ويعد الاهتمام ببناء الأسبلة المائية عادة قديمة عند كل الملوك
والسلاطين منذ القدم ، ولكن عند المسلمين أخذت طابعاً مميزاً بحيث سارع أهل الخير
والأغنياء للتنافس فيما بينهم لعمل الخير ، ولذلك سارع السلاطين والأمراء والحكام
على إنشاء الأسبلة المائية في الأزقة والطرقات وفي الأماكن العامة حتى يعم الخير ،
وبذلك ينالون الأجر والثواب ، ونظراً لأهمية ودور تلك المنشآت المعمارية في الحياة
العامة فنادراً ما نجد مدينة إسلامية تخلوا من سبيل أو عدة أسبله
، ومن هذا المنطلق يمكن تقسم فضائل بناء
الأسبلة المائية الوقفية الخيرية من حيث توقيت الآجر الى قسمين هما:
القسم الاول: فضائل بناء الأسبلة
المائية الوقفية الخيرية والتى تتعلق بحياة الدنيا:
تتعدد فضائل بناء الأسبلة المائية الوقفية الخيرية التى تتعلق
بحياة الدنيا، وذلك على النحو التالى:
- تساعد بناء الأسبلة المائية الوقفية الخيرية على انشراح
الصدر، وراحة القلب وطمأنينته، فإن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب مثل البخيل
والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثدييهما إلى تراقيهما فأما المنفق فلا
ينفق إلا اتسعت أو فرت على جلده حتى يخفى أثره، وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئا
إلا لزقت كل حلقة مكانها فهو يوسعها ولا تتسع. [في الصحيحين] "فالمتصدق كلما
تصدق بصدقة انشرح لها قلبه، وانفسح بها صدره، فهو بمنزلة اتساع تلك الجبة عليه،
فكلمَّا تصدَّق اتسع وانفسح وانشرح، وقوي فرحه، وعظم سروره، ولو لم يكن في
الصَّدقة إلاّ هذه الفائدة وحدها لكان العبدُ حقيقيا بالاستكثار منها والمبادرة
إليها وقد قال تعالى}: وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ
{(سورة الحشر: 9).
- من فضائل بناء الأسبلة المائية كصدقة جارية أنّها مطهرة للمال،
تخلصه من الدَّخن الذي يصيبه من جراء اللغو، والحلف، والكذب، والغفلة فقد كان
النَّبي صلى الله عليه وسلم يوصي التَّجار بقوله:((يا معشر التجار، إنَّ هذا البيع
يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة )) (رواه
أحمد والنسائي وابن ماجة، صحيح الجامع).
- يعد بناء
الأسبلة المائية كصدقة جارية دواء للأمراض البدنية كما في قوله صلى الله عليه وسلم:
«داووا مرضاكم بالصدقة:((
يقول ابن شقيق:
"سمعت ابن المبارك وسأله رجل:
عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم
ينتفع به، فقال: اذهب فأحفر بئرًا في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك
عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ))( صحيح الترغيب).
- من فضائل بناء الأسبلة المائية انّ فيها دواء للأمراض القلبية
كما في قوله صلى الله عليه وسلم لمن شكى إليه قسوة قلبه: ((إذا إردت تليين قلبك فأطعم المسكين،
وامسح على رأس اليتيم))( رواه أحمد).
- تساعد بناء الأسبلة المائية على دفع أنواعًا من البلاء عن
صاحبها ، فالله يدفع بالصدقة أنواعًا من البلاء كما في وصية يحيى عليه السلام لبني
إسرائيل: "وآمركم
بالصدقة، فإن مثل ذلك رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه
فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم". [صحيح الجامع]
فالصدقة لها تأثير عجيب في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجرٍ أو ظالمٍ بل من
كافر فإنّ الله تعالى يدفع بها أنواعًا من البلاء، وهذا أمر معلوم عند النّاس
خاصتهم وعامتهم .
- من فضائل بناء الأسبلة المائية أنّ العبد إنّما يصل حقيقة البر
بالصدقة كما جاء في قوله تعالى}:لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ{ (سورة
آل عمران،92).
- يعد بناء الأسبلة المائية كصدقة جارية سببا لدعاء الملك لصاحبها
، فالمنفق يدعو له الملك كل يوم بخلاف الممسك وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم
:((ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما:
اللهم أعط منفقًا خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا
)) (في الصحيحين(.
- يعد بناء الأسبلة المائية كصدقة جارية سببا لحصول البركة
لصاحبها ، فصاحب الصدقة يبارك له في ماله كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن
ذلك بقوله:(( ما نقصت صدقة من مال )) (في
صحيح مسلم).
- من فضائل بناء الأسبلة المائية كصدقة جارية أنّه لا يبقى لصاحب
المال من ماله إلاّ ما تصدق به كما في قوله تعالى}: {وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ
{(سورة البقرة، 272)، ولما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي
الله عنها عن الشاة التي ذبحوها ما بقى منها: قالت: ما بقى منها إلاّ كتفها. قال: ((بقي كلها غير كتفها)) (في صحيح مسلم).
- من فضائل بناء الأسبلة المائية كصدقة جارية أنَّ المنفق إذا كان
من العلماء فهو بأفضل المنازل عند الله كما في قوله صلى الله عليه وسلم:
((إنَّما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالًا وعلمًا فهو يتقي
فيه ربه ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقًا فهذا بأفضل المنازل..
)).
- من فضائل بناء الأسبلة المائية كصدقة جارية أنَّ النبَّي صلى
الله عليه وسلم جعل الغنى مع الإنفاق بمنزلة القرآن مع القيام به، وذلك في قوله
صلى الله عليه وسلم: «لا حسد إلاّ في اثنين: رجلٌ آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء
الليل والنهار، ورجل آتاه الله مالًا فهو ينفقه آناء الليل والنهار»، فكيف
إذا وفق الله عبده إلى الجمع بين ذلك كله؟ نسأل الله الكريم من فضله.
- تساعد بناء الأسبلة المائية كصدقة جارية على جعل صاحبها موفٍ
بالعهد الذي بينه وبين الله ومتممٌ للصفقة التي عقدها معه متى ما بذل نفسه وماله
في سبيل الله يشير إلى ذلك قوله جل وعلا: }إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤمِنِينَ أَنفُسَهُمْ
وَأَمْوَالَهُم بِأَنَ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللهِ
فَيَقْتُلُونَ وَيُقتَلُونَ وَعداً عَلَيْهِ حَقّاً فِى التَّورَاةِ وَالإِنجِيلِ
وَالقُرءَانِ وَمَنْ أَوفَى بِعَهدِهِ مِنَ اللهِ فَاستَبشِرُواْ بِبَيعِكُمُ
الَّذِى بَايَعتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ {(سورة التوبة،111).
- يعد بناء الأسبلة المائية كصدقة جارية دليلٌ على صدق صاحبها
وإيمانه كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ((والصدقة برهان ))(رواه
مسلم).
- يعد بناء الأسبلة
المائية كصدقة جارية من أهم مرافق الرعاية
الاجتماعية :تعد الأسبلة المائية أحد أهم مرافق الرعاية الاجتماعية التي كفلتها
الدول الإسلامية؛ فكان السلاطين والأمراء يأمرون مهندسيهم ببناء أسبلة تحمل
أسماءهم، وكانوا يشترطون في الشخص الذي يتولى رعاية وتنظيف السبيل- وكان يدعى
"المزملاتي"- أن يكون رجلاً ثقة، أمينًا، جميل الهيئة، نظيف الثياب، سليم
البدن والجسد، ذا قوة ونهضة ومروءة، كما أنه لا بد أن يسهل الشرب على الناس
ويعاملهم بالحسنى والرفق؛ ليُدخل البهجة على الواردين.
- يدخل بناء الأسبلة المائية كصدقة جارية البهجة الى النفوس،لذا كان السلاطين والأمراء يشترطون في الشخص الذي يتولى رعاية
وتنظيف السبيل- وكان يدعى "المزملاتي"-
أن يسهل الشرب على الناس ويعاملهم بالحسنى
والرفق؛ ليُدخل البهجة على الواردين.
القسم الثانى: فضائل بناء الأسبلة المائية الوقفية الخيرية والتى
تتعلق بحياة الآخرة:
لا يتوقف فضائل بناء الأسبلة المائية الوقفية الخيرية على
الدنيا فقط بل يمتد الى الاخرة ،وذلك على النحو التالى:
1- تساعد بناء الأسبلة المائية كصدقة جارية على اطفاء غضب الله
سبحانه وتعالى وخاصة اذا لم يعلن صاحبها عن نفسه،كما في قوله صلى الله عليه وسلم:
)(إن صدقة السر تطفىء غضب الرب تبارك
وتعالى)( )صحيح الترغيب).
2- أنّها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها كما في قوله صلى الله عليه
وسلم: ((والصدقة تطفىء الخطيئة كما تطفىء الماء
النار ))(صحيح الترغيب).
3- من فضائل بناء الأسبلة
المائية كصدقة جارية أنّها وقاية من النار كما في قوله صلى الله عليه وسلم:
((فاتقوا النّار، ولو بشق
تمرة)).
4- من فضائل بناء الأسبلة المائية كصدقة جارية أنّها تجعل
صاحبها في ظل صدقته يوم القيامة ، فالمتصدق في ظل صدقته يوم القيامة كما في حديث
عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((كل امرىء في ظل صدقته،
حتى يقضى بين الناس)). قال يزيد: "فكان أبو مرثد لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو كعكة أو
بصلة"، قد ذكر النبى صلى الله عليه وسلم أن من السبعة الذين يظلهم الله في
ظله يوم لا ظل إلا ظله: (( تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله
ما تنفق يمينه))(في الصحيحين).
5- تساعد بناء الأسبلة المائية كصدقة جارية على مضاعفة الاجر ،
فالمولى عز وجل يضاعف للمتصدق أجره كما في قوله عز وجل: }إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا
اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ{(سورة
الحديد،18)، وقوله سبحانه }:
مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ
اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ
يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ{ (سورة البقرة، 245).
6- من فضائل بناء الأسبلة المائية كصدقة جارية أنّها تجعل
صاحبها يدعى من باب خاص من أبواب الجنة يقال له باب الصدقة كما في حديث
أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((من أنفق زوجين في سبيل
الله، نودي في الجنة يا عبد الله، هذا خير: فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب
الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من
باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان)). قال أبو بكر: يا رسول
الله، ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها:
قال: ((نعم وأرجو أن تكون منهم
))(في الصحيحين).
7- من فضائل بناء الأسبلة المائية كصدقة جارية أنّها متى ما اجتمعت
مع الصيام واتباع الجنازة وعيادة المريض في يوم واحد إلاّ أوجب ذلك لصاحبه الجنة
كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((من أصبح منكم اليوم صائما؟)). قال أبو بكر: أنا. قال: ((فمن تبع منكم اليوم جنازة؟)).
قال أبو بكر: أنا. قال:
((فمن عاد منكم اليوم
مريضا؟)). قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((ما اجتمعت في امرىء إلاّ
دخل الجنة ))(رواه مسلم).
Wasserspiele, fontane vode, Водные фонтаны, waterfonteinen, dej chaw, पानी के फव्वारे, funtani ilma, fountain ng Tubig,puna Water, Voda fontane, Wasserspiele, водні фонтани,Water
fountains, fontane
di acqua, fântâni arteziene, su çeşmeleri, Vodní fontány.
0 التعليقات:
إرسال تعليق