فضائل المدينة المنورة
تتمثل
قيمة موقع منطقة المدينة المنورة في وجودها في وسط العالم الإسلامي بالإقليم
الغربي من المملكة العربية السعودية. وتكتسب المنطقة أهميتها الدينية من وجود
المدينة المنورة، حيث المسجد النبوي الشريف الذي يؤمه ملايين الزائرين كل سنة من
جميع بقاع العالم، وهذه سمة تنفرد بها المنطقة في العالم الإسلامي وفي العالم ككل،
ووجود جسد النبي الطاهر في المدينة المنورة وبجواره صاحبيه أبو بكر وعمر ما،
والكثير الكثير من الصحابة وآل البيت رضوان الله عليهم مدفونون في المدينة المنورة
مما يكسبها قدسيةً في قلوب المسلمين بمختلف مذاهبهم ولغاتهم، فالمدينة المنورة لها
العديد من الفضائل من أهمها:
- حمايتها من الدجال : المدينة المنورة محفوظة من الدجال، فعن أبو هريرة رضي
الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( على أنقاب المدينة ملائكة لا
يدخلها الطاعون ولا الدجال ) رواه البخاري ومسلم.
وعن سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: حدثنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم، حديثاً طويلاً عن الدجال، فكان فيما حدثنا به أن قال: ( يأتي
الدجال، وهو مُحرَّم عليه أن يدخل نقاب المدينة، بعض السباخ التي بالمدينة، فيخرج
إليه يومئذ رجل هو خير الناس، أو من خير الناس، فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا
عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه. فيقول: أرأيت إن قتلت هذا ثم أحييته، هل
تشكون في الأمر ؟ فيقول: لا، فيقتله ثم يحييه، فيقول حين يحييه والله ما كنت قط
أشد بصيرة مني اليوم، فيقول الدجال: أقتله فلا أسلط عليه ). رواه البخاري ومسلم
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه
وسلم، قال: ليس من بلدٍ إلا سيطؤهُ الدجال، إلا مكة والمدينة.ليس له من نقابها
نقب، إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها، ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فيخرج
الله كل كافر ومنافق ). رواه البخاري ومسلم
حمايتها من الطاعون: المدينة المنورة محفوظة من الطاعون ،كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم:" على أنقاب المدينة
ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا
الدجال".
-
بركة المدينة المنورة: ثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه دعا لأهل
المدينة المنورة بزيادة البركة في مدهم وصاعهم، وقد أنجز له الله تعالى ما وعده
ودعاه به، فحصلت البركة من الله تعالى نتيجة لهذا الدعاء الطيب المبارك الطاهر من الرسول
الكريم صلى الله عليه وسلم.
حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه، عن النبي صلى الله
عليه وسلم: ( إن إبراهيم حرّم مكة ودعا لها، وحرمت المدينة كما حرّم إبراهيم مكة
ودعوت لها، في مدِّها وصاعِها مثل ما دعا إبراهيم عليه السلام لمكة ). رواه
البخاري ومسلم
حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم، قال: ( اللهم بارك لهم في مكيالهم، وبارك لهم في صاعهم ومُدِّهم ) يعنى
أهل المدينة. رواه البخاري ومسلم
حديث أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم،
قال: ( اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة ). رواه البخاري ومسلم
حديث عائشة رضي الله عنه، قالت: قال النبي صلى الله عليه
وسلم: ( اللهم حَبِّبْ إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة أو أشد، وانقل حُمّاها
إلى الجُحفة، اللهم بارك لنا في مُدّنا وصاعنا ). رواه البخاري ومسلم
من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، …فلما أشرف على
المدينة، قال: ( اللهم إني أُحرم ما بين جبليها مثل ما حرم به إبراهيم مكة، اللهم
بارك لهم في مُدّهم وصاعهم ). رواه البخاري ومسلم.
- خيرية المدينة
المطلقة وشفاعته صلى الله عليه وسلم لمن سكنها وثبت فيها وصبر على شدتها:
كما ثبت ذلك من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
مرفوعاً:" المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، لا يدعها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه، ولا يثبت أحد على لأوائها
وجهدها إلا كنت له شفيعاً أو
شهيداً يوم
القيامة".
- أنها تنفي خبثها
وتَنْصَع
طَيِّبَهَا: كما أخرج ذلك البخاري برقم (7211)، ومسلم برقم (1383) من
حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال:" إنما المدينة كالكير تنفي
خبثها وتنصع طيبها " أي تميزه ويستقر فيها. والذي يظهر أن تأويل هذا الحديث ما جاء موضحاً فيما رواه الطبراني في الأوسط
برقم (2186) بسند لا بأس به
من حديث جابر قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم:" يا أهل المدينة اذكروا يوم الخلاص "
قالوا: وما يوم الخلاص ؟ قال:" يقبل الدجال حتى ينزل بذباب، فلا يبقى بالمدينة مشرك ولا مشركة ولا كافر ولا كافرة ولا منافق
ولا منافقة ولا فاسق ولا
فاسقة إلا خرج إليه، ويخلص
المؤمنون، فذلك يوم الخلاص".
- الترهيب الشديد من إحداث الحدث بالمدينة: كما
جاء في حديث علي بن أبي طالب رضي الله
عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال:" المدينة حرم من عير إلى ثور فمن أحدث فيها حدثاً أو
آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرف ولا عدل".
- الترهيب الشديد من
إرادة أهلها
بسوء: كما جاء في حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" لا يكيد أهل
المدينة أحد إلا انماع كما ينماع الملح في الماء".
- أُروز الإيمان إلى
المدينة: كما أخرج البخاري برقم (1876)، ومسلم برقم (147) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:" إن الإيمان ليأرز إلى
المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها".
- حب النبي صلى الله
عليه وسلم لها، وتمكن حبها من قلوب المؤمنين: حيث دعا بذلك رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها وفيه: ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا
مكة أو أشد…" الحديث.
- تحريم صيدها وقطع
أشجارها: كما جاء ذلك عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن
إبراهيم حرم مكة، وإني حرمت
المدينة ما بين لا بتيها، لا
يقطع عِضَاهُها، ولا يصاد صيدها
".
- تحريم لقطتها إلا
لمن يريد تعريفها: كما جاء ذلك من حديث ابن عباس رضي
الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم:" لكل نبي حرم وحرمي المدينة، اللهم إني أحرمها
بحُرَمِك أن يُؤوى فيها محدث ولا يختلى خلاها ولا يعضد شوكها ولا تؤخذ لقطتها إلا لمنشد ".
- فضل الموت بالمدينة
حرسها الله: كما
في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال:" من استطاع أن يموت بالمدينة
فليفعل، فإني أشفع لمن مات بها". ففي هذا الأمر والقول الصريح لرسول
الله صلى الله عليه وسلم، يبين صراحة على المكانة العالية التي تتمتع بها المدينة
عن سائر البلدان والمدن، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحقق الشفاعة فيمن يموت
بها، ويا لها من مكانة عالية اختصت بها هذه المدينة المباركة من دعوات الرسول
الكريم صلى الله عليه وسلم، وبركات الله عز وجل لها وتحقيقه فيها وعده.
- فضل التصبح بتمرها ووقايته بإذن الله تعالى من السمّ والسحر: كما أخرج مسلم في صحيحه برقم (2047) من حديث
سعد بن أبي وقاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح لم يضره سم حتى يمسي
". وفي لفظ " من تصبح بسبع
تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم
سم ولا سحر " وأخرج برقم (2048) عن عائشة رضي الله عنها أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال:" إن في عجوة العالية شفاءً، أو إنها ترياق أول البُكرة".
- فضل مجاورة المدينة المنورة والإقامة فيها: قال صلى الله عليه وسلم:( لا يصبر أحد على
لأوائها وجهدها، إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة )، هذا يدل على المكانة
العظيمة التي اختصت بها المدينة المنورة عن سائر البلدان والمدن، وإلا لما كان
النبي صلوات الله وسلامه عليه قد خصها بهذه المكانة في أن الصابر على التعايش بين
ظروفها التي تمر به في هذه الحياة، إلا وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ شفيعا
أو شهيدا له يوم القيامة. فقد ثبت أن الإقامة والمجاورة فيها له من الخصال التي لا
تعد ولا تحصى ومن الصفات التي يحملها طالب العيش فيها، ألا وإن الذين يطلبون العيش
فيها ومجاورتها قد خصهم بذلك النبي ـ صلى الله عليه وسلم. عن أبي هريرة رضي الله
عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:( من جاء مسجدي هذا لم يأته إلا بخير
يتعلمه أو يعلمه، فهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله، ومن جاء لغير ذلك فهو بمنزلة
الرجل جاء ينظر إلى متاع غيره ). فقد حرص الرسول الكريم عليه أتم الصلاة وأفضل
التسليم على أن يكون القادم إلى هذه المدينة طالبا للعلم أو متعلمه كي تحصل له
الدرجات العظيمة و تكتب له المنزلة العظيمة التي يحصل عليها المجاهدون في سبيل
الله تعالى.
0 التعليقات:
إرسال تعليق