ثمرات تدبر القرآن الكريم:
يحث المولى عز وجل خلقه على أن يتدبروا كلامه ،
ومن تدبر كلامه عرف المولى عز وجل ، وعرف عظيم سلطانه وقدرته ، وعرف عظيم تفضله
على المؤمنين ، وعرف ما عليه من فرض عبادته ، فألزم نفسه الواجب ، فحذر مما حذره
مولاه الكريم ، ورغب فيما رغبه فيه ، ومن كانت هذه صفته عند تلاوته للقرآن ، وعند
استماعه من غيره ، كان القرآن له شفاء ، فاستغنى بلا مال ، وعز بلا عشيرة ، وأنس
بما يستوحش منه غيره[1] .
ذكر ابن القيم رحمه الله عند قوله تعالى: {يَا
أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا في
الصُّدُورِ}(يونس: 57). ما يبين أن القرآنُ هو الشِّفاء التام مِن جميع الأدواء
القلبية والبدنية، وأدواءِ الدنيا والآخرة، وما كُلُّ أحدٍ يُؤهَّل ولا يُوفَّق
للاستشفاء به، وإذا أحسن العليل التداوي به، ووضعَه على دائه بصدقٍ وإيمان. وقبولٍ تام،
واعتقادٍ جازم، واستيفاءِ شروطه، لم يُقاوِمْهُ الداءُ أبداً.
0 التعليقات:
إرسال تعليق