تدبر القرآن
الكريم في السنة النبوية الشريفة:
تعددت الأحاديث النبوية التي تدعو إلى تدبر القرآن
الكريم ومنها:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رســـــول
الله صلى الله عـلـيـه وسلم قال: "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون
كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلـت عـلـيـهــم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم
الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده"( رواه مسلم)[1].فالسكينة
والرحمة والذكر مقابل التلاوة المقرونة بالدراسة والتدبر.
روى حذيفة - رضي الله عنه -: "أنه صلى مع
النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فكان يقرأ مـتـرســـلاً إذا مـر بـآيـة فيها
تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ"( رواه مسلم )[2].
فهذا تطبيق نبوي عملي للتدبر ظهر أثره بالتسبيح والسؤال والتعوذ.
عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: "صلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فقرأ بآية حتى أصبح يركع بها ويسجد بها:(( إن
تعذبهم فـإنـهـم عـبـادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم)) [المائدة: 118] (رواه
أحمد )[3].
فهـذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدم التدبر على كثرة التلاوة، فيقرأ آية واحدة
فقط في ليلة كاملة.
عـــن ابن مسعود قال: "كان الرجل منا إذا
تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن"( رواه الطبري)[4].
فهكذا كان منهج النبي صلى الله عليه وسلم في تعليم الصحابة القرآن: تلازم العلم
والمعنى والعمل؛ فلا علم جديد إلا بعد فهم السابق والعمل به.
لما راجـــع عبد الله بن عمرو بن العاص النبي
صلى الله عليه وسلم في قراءة القرآن لم يأذن له في أقل من ثلاث ليالٍ وقال:
"لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث"( رواه الدارمي والترمذي)[5].فدل
على أن فقه القرآن وفهمه هو المقصود بتلاوته لا مجرد التلاوة.
[1]
صحيح مسلم ، أبي الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، دار طيبة،
القاهرة،2006، ح/2699
[2]
صحيح مسلم ، أبي الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، دار طيبة،
القاهرة،2006،، ح /772
[3] أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد
مسند الإمام أحمد، دار إحياء التراث العربي،القاهرة ،1993، ح
/20365
0 التعليقات:
إرسال تعليق