شريط جانبي للتواصل الاجتماعي

ترحيب بالزائرين

اتمنى لكم قضاء وقت ممتع عبر صفحتى ولكم تحيتى

Google Plus

الأحد، 14 سبتمبر 2014

تدبر القرآن في سور القران الكريم



      

  تعددت الآيات التي تدعو إلى تدبر القرآن الكريم ومنها:
قال الله - تعـالى -:(( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب)) [سورة ص: 29] في هذه الآيـة بين الله - تعالى - أن الغرض الأساس من إنزال القرآن هو التدبر والتذكر لا مجرد التلاوة على عظم أجرها. قال الحسن البصري: "والله! ما تـدبُّـره بحفـــظ حـروفه وإضاعة حدوده حتى إن أحدهم ليقول: قرأت القرآن كله، ما يُرى له القرآنُ في خُلُق ولا عمل"[1].
قال - تعالى -:(( أفلا يتدبرون القرآن ...)) [النساء: 82]. قال ابن كثير: " يقول الله تعالى آمراً عباده بتدبر القرآن وناهياً لهم عن الإعراض عنه وعن تفهم معانيه المحكمة وألفاظه البليغة: أفــلا يتدبرون القرآن"[2]، فهذا أمر صريح بالتدبر والأمر للوجوب.
قال - تعالى -:(( الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به)) [البقرة: 121].روى ابن كـثـيـر عـن ابن مسعود قال: "والذي نفسي بيده! إن حق تلاوته أن يحل حلاله ويحرم حرامه ويقرأه كما أنزله الله"[3]. وقال الشوكاني: "يتلونه: يعملون بما فيه"( فتح القدير ، 1/135) ولا يكون العمل به إلا بعد العلم والتدبر.
قــال - تعالى -:(( ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يـظـنــــون)) [البقرة: 78]. قال الـشـوكـانـي: "وقيل: (الأماني: التلاوة) أي: لا علم لهم إلا مجرد التلاوة دون تفهم وتدبر[4]، وقـال ابـن القـيـم: "ذم الله المحرفين لكتابه والأميين الذين لا يعلمون منه إلا مجرد التلاوة وهي الأماني"[5].
قال الله - تعالى -:(( وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهـجـــورا)) [الفرقان: 30]. قال ابن كثير: "وترك تدبره وتفهمه من هجرانه"[6]. وقال ابن القيم: "هجر القرآن أنواع... الرابع: هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه"[7].
 ومما سبق يمكن أن نستنتج بعض الملاحظات على الآيات التي تدعو إلى تدبر القرآن الكريم وهى:
-1 أن الآيات الواردة في التدبر قد جاءت كلها معترضة في سياقات مختلفة غير سياق الحديث عن القرآن : فقوله تعالى : {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} وردت معترضة الأمر  والاستجابة له والرجوع في بطاعة الرسول  الحكم إليه . وقوله تعالى {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [ محمد:24] ، وردت معترضة الأمر بالصدق في الاستجابة والإذعان وعدم التولي . وقوله تعالى : { أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الْأَوَّلِين}[المؤمنون : 68] وردت معترضة في سياق الأمر بالإيمان بالنبي  والاعتراف به وعدم الاستكبار . وقوله تعالى {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَاب}[ ص:29] وردت معترضة في سياق مخاصمة الكافرين في الحق الذي جاء به محمد ، وذكر قصة داود وسليمان ورجوعهما للحق بعدما تبين وإنابتهما إلى الله. فنلحظ من ورود هذه الآيات الآمرة بالتدبر معترضة في سياق الحديث عن غير القرآن أن الغرض منها الأمر بالوقوف مع الآيات الواردة والتأمل فيها والانتفاع والامتثال لها . مما يؤكد لنا أن التدبر هو الوقوف مع الآيات والتأمل فيها للانتفاع والامتثال  .

- 2
أن القرآن ملئ بالنصوص الآمرة بالنظر في الآيات والتفكر والتبصر والتذكر ، وقد تكررت هذه النصوص في مواضع كثيرة من القرآن ، مما يؤكد أن الغرض هو الحث على الوقوف مع الآيات والتأمل والتفكر وإعمال العقل والبصر والسمع فيها ، والنظر في دلالاتها وهداياتها ، والانتفاع بها والامتثال لها ، وهذا هو التدبر،ومن هذه النصوص ما يلي:
قوله تعالى : { أَفَلَا تَعْقِلُونَ  }البقرة :44]
قوله تعالى : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ } [ الروم: 22[
وفي أسلوب استفهامي يدعوا للوقوف مع الآيات والتأمل في مقاصدها :
قوله تعالى : { أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ } [ الأنعام: 50[
قوله تعالى : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } [ يونس: 67[
قوله تعالى : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }[الرعد :3[
قوله تعالى : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } [ الرعد: 4[
قوله تعالى : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ }[الحجر:75[
قوله تعالى : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى }[طه: 54[
قوله تعالى : { أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ}  [الأنعام: 80[
قوله تعالى : { أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [يونس:3[
قوله تعالى : { أَفَلَا تُبْصِرُونَ } [ القصص 72:  [
قوله تعالى : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ } [السجدة :26[
-3تكرر الآيات في بعض السور مما يؤكد أنها للحث على الوقوف مع الآيات والتأمل فيها ، ومن ذلك مثلاً : قوله تعالى : { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ  } [القمر: 17] تكررت هذا الآية في السورة أربع مرات ، وتكررها دال على أن المقصود الوقوف مع الآيات والقصص الواردة والتذكر بها ولهذا قال { فهل من مدكر} ، وهي آية دالة دلالة صريحة على الحث على التدبر ولهذا قال : { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ} أي للتذكر والانتفاع . وقوله تعالى { فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [ الرحمن: 13] تكررت هذه الآية ثلاثين مرة ، وهي آية حاثة على الوقوف مع النعم والآلاء الواردة في السورة وتأملها مما يبعث على الامتثال والإيمان
-4 ورود القسم في ابتداء السور بالآيات الكونية وتعدده وتضمنه للتغيرات والأحوال التي تتضمنها الآيات الكونية المقسم بها فهذا التعدد وتضمينه للأحوال والتغيرات دال على الأمر بالوقوف مع هذه الآيات والتأمل فيها للانتفاع والإيمان.


[1] تفسير ابن كثير،إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي،دار طيبة، 2002م،، 7/64
[2] تفسير ابن كثير،إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي،المرجع السابق،3/364
[3] تفسير ابن كثير ، تفسير ابن كثير،إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي ،مرجع سبق ذكره، 1/403
[4] " فتح القدير،كمال الدين بن عبد الواحد (ابن الهمام)،دار الفكر- بيروت / لبنان ، 1/104
[5] بدائع التفسير الجامع لما فسره الإمام ابن قيم الجوزية، ابن القيم، المحقق: يسري السيد - صالح الشامي، دار ابن الجوزي – الرياض،2008، 1/300
[6] تفسير ابن كثير ، تفسير ابن كثير،إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي ،مرجع سبق ذكره، 6/108
[7] بدائع التفسير الجامع لما فسره الإمام ابن قيم الجوزية، ابن القيم،مرجع سبق ذكره، 2/292

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More