شريط جانبي للتواصل الاجتماعي

ترحيب بالزائرين

اتمنى لكم قضاء وقت ممتع عبر صفحتى ولكم تحيتى

Google Plus

الأحد، 14 سبتمبر 2014

أنواع تدبر القرآن الكريم






أنواع تدبر القرآن الكريم:
النوع الأول: تدبره لاستخراج الأحكام منه: يساعد تدبر القرآن الكريم على استخراج الأحكام منه, سواء كان ذلك مما يتصل بالعقائد, أو الأعمال المتعلقة بالجوارح, أو السلوك؛ إذ الأحكام تشمل ذلك كله بمفهومها الأوسع.
النوع الثاني: تدبره للوقوف على ما حواه من العلوم والأخبار والقصص: ينبغي تدبر القرآن الكريم للوقوف على ما حواه من العلوم والأخبار والقصص, وما ورد فيه من أوصاف هذه الدار, و ما بعدها من الجنة أو النار, وما وصف الله تعالى فيه من أهوال القيامة ونهاية الحياة الدنيا, وأوصاف المؤمنين والكافرين بطوائفهم, وصفات أهل النفاق, بالإضافة إلى الأوصاف المحبوبة لله تعالى, والأوصاف التي يكرهها... إلى غير ذلك مما يلتحق بهذا المعنى.
النوع الثالث : تدبره للوقوف على وجوه فصاحته : يساعد تدبر القرآن الكريم على الوقوف على وجوه فصاحته وبلاغته وإعجازه, وصروف خطابه, واستخراج اللطائف اللغوية التي تستنبط من مضامين النص القرآني.
النوع الرابع: تدبره لمعرفة صدق من جاء به: أن من يقرا القران الكريم يجد التصديق الجازم واليقين الثابت والطمأنينة بكلام المولى عز وجل ووحيه فقال تعالى ( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ) [ العنكبوت: 49 ] وقوله : ( ويرى الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به ) [ الحج: 54 ] وقوله: ( ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ) [ سبأ:6 ]، ولهذا حث الله عز وجل عباده إلى تدبر القرآن الكريم . فقال تعالى: ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ) [ النساء: 81-82 ].
فعند قيام المسلم تدبر القرآن الكريم يتضح له أمور عديدة من أهمها:
vاتساق معانيه[1].
vائتلاف أحكامه[2].
v"تأييد بعضه بعضاً بالتصديق و شهادة بعضه لبعض بالتحقيق فإن ذلك لو كان من عند غير الله لاختلفت أحكامه, وتناقضت معانيه, وأبان بعضه عن فساد بعض"[3].
vقال ابن عباس رضي الله عنهما:" أفلا يتدبرون القرآن فيتفكرون فيه, فيرون تصديق بعضه لبعض, وما فيه من المواعظ والذكر والأمر والنهي, وأن أحداً من الخلائق لا يقدر عليه"[4].
vما اشتمل عليه من أنواع الهدايات التي تشهد لصحتها العقول –فيما للعقل مجال لإدراكه-وتوافق الفطر السليمة, فهو يدعو إلى كل معروف وخير, وينهى عن كل منكر وشر, فلا تجد فيه ما يجافي الحقيقة والفضيلة, أو يأمر بارتكاب الشر والفساد, أو يصرف عن الأخلاق الفاضلة[5].
vصدق ما تضمنه من الإخبار عن الغيوب الماضية والمستقبلة، ومن ذلك: كشف خبايا و خفايا المنافقين و إظهار ذلك, وهم يعلمون صدق ما أخبر به عنهم[6].
vما حواه من ألوان الأدلة والبراهين التي يخضع لها كل منصف مريد للحق متجرد من الهوى[7] .
vفصاحته وإعجازه للإنس والجن, عربهم و عجمهم. وهذه سمه لا تفارقه من أوله إلى آخره, فهو على كثرة سوره وآياته, وطول المدة التي نزل فيها لا تجد فيه تفاوتاً و لا خللاً في موضع واحد, وهذا لا يتأتى للبشر مهما بلغت فصاحتهم[8] .

النوع الخامس : تدبره للوقوف على عظاته: يساعد تدبر القرآن الكريم على الوقوف على عظاته والاعتبار بما فيه من القصص والأخبار, وتعقل أمثاله المضروبة, وما اشتمل عليه من الوعد والوعيد, والترغيب والترهيب؛ من أجل أن يرعوي العبد فيستدرك ما وقع له من تقصير, ويزداد من الإقبال والتشمير في طاعة الله تعالى[9].
النوع السادس : تدبره للتعرف على ضروب المحاجة والجدال للمخالفين: يساعد تدبر القرآن الكريم على التعرف على ضروب المحاجة والجدال للمخالفين وأساليب الدعوة للناس على اختلاف أحوالهم, وطرق التأثير على المخاطبين, وسُبل الإقناع التي تضمنها القرآن الكريم.
النوع السابع : تدبره من أجل الاستغناء به عن غيره سوى السنة فإنها شارحة له:وقال ابن تيمية: في باب فهم القرآن: قارئ القرآن – دائم التفكر والتدبر لألفاظه، واستغنائه بمعاني القرآن وحِكَمِه عن غيره من كلام الناس، وإذا سمع شيئاً من كلام الناس وعلومهم عرضه على القرآن؛ فإن شهد له بالتزكية قبله وإلا رده"[10].
النوع الثامن : تدبره من أجل تليين القلب به وترقيقه، وتحصيل الخشوع: يساعد تدبر القرآن الكريم من أجل تليين القلب به وترقيقه، وتحصيل الخشوع. فقال تعالى: ( الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد)  [ الزمر : 23].
وقال تعالى : ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ) ]الحشر: 21[
وقال تعالى : ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله و ما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثيرٌ منهم فاسقون) ]الحديد: 16[
وقال تعالى : ( قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخروا للأذقان سجداً * ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا مفعولا * ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا) ] الإسراء :107-109[

النوع التاسع : تدبره من أجل الامتثال والعمل بما فيه من الأوامر ، واجتناب النواهي: يساعد تدبر القرآن الكريم على أجل الامتثال والعمل بما فيه من الأوامر، وعن ابن مسعود رضي الله عنه في بيان المراد بقوله تعالى : ( يتلونه حق تلاوته) [ البقرة 121 ] قال : " والذين نفسي بيده ، إن حق تلاوته أن يحل حلاله ، ويحرم حرامه ، ويقرأه كما أنزله الله "[11]. وعن عكرمة : يتبعونه حق إتباعه بإتباع الأمر والنهي ، فيحلون حلاله ويحرمون حرامه ويعملون بما تضمنه.[12]


[1] تفسير الطبري ( جامع البيان عن تأويل آي القرآن (،الإمام ابن جرير الطبري، المحقق : أحمد محمد شاكر ، مؤسسة الرسالة ،2000 ،8/567.
[2] تفسير الطبري ( جامع البيان عن تأويل آي القرآن (،الإمام ابن جرير الطبري، المرجع السابق، 8/567.
[3] ابن جرير 8/567, وانظر أيضاً: البغوي 2/254, ابن عطية 2/161, الرازي 10/196, الخازن 2/137, النيسابوري 3/36, البقاعي 2/238, الألوسي 4/150, ابن عاشور(1/67)(3/483).
[4] معاني القرآن للزجاج 2/82, زاد المسير 2/72, الخازن 2/137.
[5] ابن عاشور 1/67.
[6] البغوي 2/254, الرازي 10/196, الخازن 2/137, النيسابوري3/36, البقاعي2/238, الألوسي 4/150.
[7] المحرر الوجيز 2/161.
[8] الرازي 10/196, الخازن 2/137, النيسابوري 3/36, البقاعي 2/238, الألوسي 4/150, ابن عاشور (3/483)(9/385).
[9] ابن جرير 22/179, الواحدي 1/912, القرطبي 16/246, الألوسي 19/154, ابن عاشور 3/483.
[10] التفسير الكبير،ابن تيمية،المحقق: عبد الرحمن عميرة،دار الكتب العلمية،القاهرة،، 6/71.
[11] تفسير ابن كثير،إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي،مرجع سبق ذكره،1/403.
[12] تفسير القرطبي ( الجامع لأحكام القرآن (،الإمام أبو عبد الله القرطبي،مرجع سبق ذكره، 1/92.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More