شريط جانبي للتواصل الاجتماعي

ترحيب بالزائرين

اتمنى لكم قضاء وقت ممتع عبر صفحتى ولكم تحيتى

Google Plus

الثلاثاء، 14 يناير 2020

قصة حياة الشيخ الراحل محمد رفعت




قصة حياة الشيخ الراحل محمد رفعت
د. محمود فتوح سعدات

عمر:
هل ضرب مدفع الافطار
أمل:
ثواني ويضرب مدفع الافطار يا عمر

سامي:
ضرب مدفع الافطار... هل نأكل يا أبى
الاب:
لا.... يا سامي انتظر حتى الآذان

أمل:
باقي ثانية على الآذان يا أبى

الاب:
أذن الشيخ محمد رفعت الآن لأذان المغرب ... هيا يا أبنائي

عمر:
من هو الشيخ محمد رفعت يا أبى؟
أمل:
هل يمكن ان نعرف حكايته يا أبى؟



الام:
لقد اعدت طعام الافطار يا أبنائي... هيا تعالوا لتناول الافطار
الاب:
تعالوا يا أبنائي لتناول الافطار ... وبعد الافطار سأحكى لكم قصة الشيخ محمد رفعت.

التف الابناء حول الاب والأم ... بعد تناول طعام الافطار في انتظار حكاية الشيخ محمد رفعت.
أمل:
هل يمكن ان نعرف حكاية الشيخ محمد رفعت يا أبى؟




الاب:
الشيخ محمد رفعت ابن محمود رفعت ابن محمد رفعت فكان اسمه واسم ابيه وجده كلها مركبة. وقد ولد في يوم الإثنين 9 مايو عام 1882 بدرب الأغوات بحي المغربلين بالقاهرة. وقد اتسعت دوائر العجب في سيرة الشيخ الراحل محمد رفعت، بدءا من تلاقي يوم ميلاده ووفاته في ذات التاريخ 9 مايو، اليوم الذي وُلد فيه عام 1882، وشهد رحيله عام 1950، وما بينهما عُمر طويل سخره صاحبه لخدمة القرآن الكريم.

عمر:
كيف كانت طفولة الشيخ محمد رفعت يا أبى؟

الاب:
شبّ الشيخ محمد رفعت على حفظ القرآن الكريم منذ كان طفلا عمره خمسة أعوام، وما أن بلغ السادسة حتى لفت نظر شيخه بتميزه عن أقرانه، فسار في درب علم القراءات والتجويد.

الام:
وقد شكّل وجدان الطفل النابغة حادثان في وقت مبكر من عمره.

سامي:
حادثان.... هل يمكن أن أعرفهما؟

 الام:
شكّل وجدان الطفل النابغة حادثان، الأول كان فقده لبصره وهو في الثانية من عمره، ما جعله تقريبا بلا ذاكرة بصرية، وصار الصوت هو جل عالمه وإدراكه للعالم.

عمر:
والحادث الثاني يا أمي

الام:
أما الحادث الثاني فكان وفاة والده وهو في التاسعة من عمره، ما غيّر مساره من حلمه للالتحاق بالدراسة في الأزهر، إلى تحمل مبكر لمسؤولية أسرته التي بات عائلها الوحيد، فبدأ في إحياء الليالي في القاهرة بترتيل القرآن الكريم

سامي:
كيف اشتهر الشيخ محمد رفعت؟

الاب:
تم تعيينه وهو في سن الخامسة عشرة قارئا بمسجد فاضل باشا بحي السيدة زينب بقلب القاهرة عام 1918، وهناك بلغ من الشهرة ما لم يحظ به أحد في وقته، حتى أن تلك الشهرة بلغت كبار رجال الدولة آنذاك، فحرص مثلا كل من الملك فاروق والنحاس باشا على الاستماع لتلاوته، وكان صوته الملائكي بوابته الواسعة لعالم الإذاعة المصرية، بعد أن تم اختياره لافتتاح الإذاعة المصرية عام 1934، في لحظة تاريخية صاحبت تلاوته للآية الكريمة "إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا  "



الام:
طلبت عدد من الإذاعات الأجنبية من الشيخ محمد رفعت تسجيل سور قرآنية لبثها لديها، وهو ما قابله الشيخ الجليل بتوجس، وبعد أن استفتى الإمام المراغي وأفتاه بعدم حرمانية الأمر، قام بتسجيل سورة "مريم" لهيئة الإذاعة البريطانية

سامي:
ما سر صوت الشيخ محمد رفعت؟



الاب:
كان الشيخ محمد رفعت يحرص على الحفاظ على صوته عبر تجنبه الإصابة بالبرد، وعدم التدخين، وعدم البقاء فى مكان به روائح نفاذة، وعدم تناول الأطعمة التى تحتوي على مواد حريقة، كالفلفل والشطة، ولا الأطعمة التي قد تتسبب في عُسر هضم، حتى أنه لا يتناول وجبة العشاء.

الام:
ورغم حرصه الشديد، إلأ أن ربه ابتلاه في دُرته، واكتشف إصابته بسرطان الحنجرة، الأمر الذي عاقه عن استكمال تسجيلات القرآن للإذاعة المصرية، وتم الاستعانة عندها بالشيخ أبو العينين شعيشع الذي كان أحد أبرز المتأثرين بتلاوته، علاوة على تشابه صوته الشديد بالشيخ رفعت، وذلك لتعويض الانقطاعات في تسجيلات الشيخ رفعت، وظل على الرغم من هذا الاعتزال حريصا على القراءة في مسجد فاضل باشا، وفاءً للمكان الذي كان أول ما عرّف به في عالم القراءة في بداياته.

الاب:
ضرب الشيخ محمد رفعت أمثلة أخرى في رُقيه الإنساني، وتعففه النبيل، بعد أن رفض مبلغا ماليا تم جمعه في اكتتاب من قبل مُحبيه لعلاجه، ورغم أنه لم يكن وقتها يملك ثمن العلاج إلا أنه رفض قبول المبلغ للعلاج، واعتبر المرض ابتلاء من الله، ونُسب إليه وقتها قوله: إن قارئ القرآن لا يُهان.

الام:
وعلى الرغم من رحيل الشيخ محمد رفعت عن دُنيانا، فلايزال مفضلا في الاستماع، فقد جمع صوته بين الرخامة والقوة، والانتقال السلس بين المقامات، والخشوع والرحمة، وطالما كان يبكي وهو يقرأ، في اتساق شديد بين ما يقرأ ويشعر، حتى لُقب كذلك ب"الشيخ الباكي" الذي يقرأ ودموعه تُغالبه.



الاب:
كان الشيخ محمد رفعت ذا صوت جميل ببصمة لا تتكرر، وأسلوب فريد ومميز في تلاوة القرآن، كان يتلو القرآن بتدبر وخشوع يجعل سامعه يعيش معاني القرآن الكريم ومواقفه بكل جوارحه لا بأذنه فقط، فكان يوصل رسالة القرآن ويؤثر بمستمعي تلاوته. كان يبدأ بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم والبسملة والترتيل بهدوء وتحقيق، وبعدها يعلو صوته، فهو خفيض في بدايته ويصبح بعد وقت ليس بالطويل غالبا "عالياً" لكن رشيداً يمسُّ القلبَ ويتملكه ويسرد الآيات بسلاسة وحرص منه واستشعار لآي الذكر الحكيم.



الام:
رحمه الله تعالى المبتهل الشيخ محمد رفعت رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته جزاء ما قدم من خدمات وإسهامات لكتاب الله تعالى.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More