قصة المبتهل الشيخ سعيد حافظ.. رحمه
الله
محمود فتوح سعدات إيمان محمود فتوح سعدات
محمود فتوح سعدات إيمان محمود فتوح سعدات
سمير:
ابى سمعت ابتهال جميل بصوت المبتهل الشيخ سعيد حافظ في
المذياع
الاب:
رحمه الله ... كان صوته جميل... هل تحب أن تعرف
حكايته؟
سمير:
نعم يا أبى.
الاب:
وُلِدَ الشيخ سعيد حسن حافظ إدريس المعروف باسم الشيخ
سعيد حافظ بمركز ومدينة القصاصين بمحافظة الإسماعيلية، في 9 أكتوبر 1951، ويرجع
الا أن أصول العائلة كانت من مدينة المنشأة بمحافظة سوهاج.
وقد حدثت له حادثه كانت السبب في فقده للبصر.
سمير:
هل يمكن أن اعرفها؟
الاب:
في عام 1956 وأثناء العدوان الثلاثي على مصر في
محافظات القناة، انفجرت قنبلة عن طريق الخطأ بمدينة الإسماعيلية، أحدثت خسائر
فادحة راح ضحيتها عمه وابنة عمته وتناثرت شظايا أصابت عيناه بفقد البصر، ونُقِلَ
على الفور للمستشفى ولكن دون جدوى، فقد شاء الله وأراد أن يعيش طيلة حياته مكفوف
البصر.
سمير:
ماذا حدث له بعد ذلك
الاب:
اصطحبته والدته إلى كُتَّاب القرية ليحفظ القرآن
الكريم، وبالفعل أَتَمَّ حِفظَ القرآن الكريم ولم يبلغ العاشرة من عمره، وكان
شيخُهُ في الكُتَّاب يرى فيه النبوغ منذ الصِغَر فكان يحب أن يسمع منه بعض من
الآيات التي حفظها فيُسمِعَهُ هذا الغلام الصغير فيُثني عليه ويدعوا له قائلاً:
"إن شاء الله هيكون ليك شأن عظيم".
سمير:
كيف دخل الشيخ سعيد حافظ طريق الابتهالات الدينية
الاب:
كان وهو صغير يقلد الشيخ محمد رفعت في قراءته لسورة
الرحمن، والشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد في قراءته لسورتي الضحى والشرح في
افتتاح الحفلات الدينية بالإسماعيلية. وكان عندما يأتي موسم الاحتفال بالمولد
النبوي الشريف كان كِبار الأعيان يقيمون السرادقات طيلة أيام المولد، ويأتون
بالمنشدين والموشحين الدينيين ليقيمون حلقات الذِكرْ، وكان أشهرهم في ذلك الوقت
الشيخ حسن أبوسِنَّه.
سمير:
هل عرف الناس موهبة الشيخ سعيد حافظ؟
الاب:
كان الشيخ سعيد حافظ يجلس، ويستمع للمنشدين والموشحين
الدينيين، ويحفظ ما يقولوه في إنشادِهم وتوشيحهم، ثم عندما ينصرفوا يقوم بترديد ما
حَفِظَهُ ويُقَلِدُهُم، ومن وقتها أحس به من حَولِه بحسن صوته وأدائه الرائع في
التقليد وهو في سن الشباب المبكرة؛ فأشاروا على والده الحاج حسن حافظ بأن يذهب به
إلى المركز النموذجي لرعاية وتوجيه المكفوفين بحي الزيتون بالقاهرة.
سمير:
هل فعل والده ذلك؟
الاب:
نعم .. اصطحبه والده إلى المركز النموذجي لرعاية
وتوجيه المكفوفين وألحقه بِـ (قسم الموسيقى العربية) لكي يحفظ ويتعلم المقامات
الموسيقية، وبالفعل حَصُلَ على دبلوم الموسيقى على يد الأستاذ أحمد المحلاوي.
سمير:
كيف كانت شهرته؟
الاب:
سجلت معه الإذاعية آمال فهمي حلقة من برنامجها الشهير
(على الناصية) الذي كان يُذاع على إذاعة البرنامج العام، وعندما سألته عن أمنياته
أجاب قائلاً: "أمنياتي أن ألتحق بمعهد الموسيقى العربية الكائِن بمنطقة
الإسعاف بشارع رمسيس بالقاهرة".
سمير:
هل تحققت أمنيته؟
الاب:
نعم ..... فقد استمع الأستاذ أحمد شفيق أبو عوف للحلقة
التي سجلتها معه الاذاعية آمال فهمي من برنامج على الناصية، فقام بالاتصال
بالإذاعي عمر بطيشة يستفسر عن ذلك الشيخ الذي استمع إليه، وعندها أرسل إليه وساعده
على الالتحاق بمعهد الموسيقى العربية قسم أصوات، ثم أخذ يحفظ الطقاطيق والموشحات
والأدوار الصغيرة.
سمير:
وماذا حدث بعد ذلك؟
الاب:
كان الموسيقار أحمد شفيق أبو عوف قد أسس فرقة موسيقية
أسمها "السَّماح" فألحق بها الشيخ سعيد حافظ، وسجل دور أسمه (أهين النفس
وأتذلل إليكم) لِـ (عبد الحي حلمي) وأخذ أجر وقتها 20 جنية نظير هذا التسجيل.
سمير:
هل سجل الشيخ سعيد حافظ في التليفزيون؟
الاب:
نعم .... سجل له الأستاذ مصطفى سليمان مُعِدّ برنامج
(مواهب) بالتليفزيون حلقة له، وعندما أذيعت طلبت لجنة الاختبار شريط تسجيل هذه
الحلقة وأرسلت للشيخ سعيد حافظ للمثول أمامها للاختبار، وبالفعل حضر الشيخ سعيد
للاختبار بتاريخ 18 سبتمبر 1973، وتم اعتماد الشيخ سعيد حسن حافظ كمطرب
بالتليفزيون المصري بتاريخ 30 سبتمبر 1973 للاشتراك في البرامج ذات الطابع الديني.
سمير:
ماذا حدث بعد ذلك؟
الاب:
في 25 يوليو 1974 أعتمده الأستاذ مدحت عاصم مطرباً
بالإذاعة المصرية، ومن وقتها كان يتمنى أن يكون مبتهلاً دينياً مثل الشيخ سيد
النقشبندي والشيخ نصرالدين طوبار والشيخ إبراهيم الإسكندراني والشيخ محمد الطوخي؛
فذهب إلى الإذاعي أحمد الملاح يطلب منه أن يكون مبتهلاً دينياً كباقي المبتهلين
بالإذاعة المصرية.
سمير:
هل ساعده الإذاعي أحمد الملاح على تحقيق ذلك؟
الاب:
نعم .... طلب منه التقدم بطلب التحاق إلى لجنة اختبار
القراء والمبتهلين بالإذاعة المصرية، وتقدم بالطلب وتم الاختبار.. وفي يوم الأحد
الموافق 9 نوفمبر 1979 صدر قرار اعتماد الشيخ سعيد حسن حافظ مبتهلاً دينياً
بالإذاعة المصرية.
سمير:
متى كان اول ابتهال للشيخ سعيد حافظ في الاذاعة
المصرية؟
الاب:
كان ذلك يوم الخميس الموافق 13 نوفمبر 1979 موعداً مع
المستمعين بمصافحة آذانهم بصوت الشيخ سعيد حافظ مبتهلاً ولأول مرة من خلال أولى
إذاعاته الخارجية على الهواء المباشر، وكانت من مسجد العارف بالله سيدي سلامة
الراضي رضي الله عنه بحي السبتية بالقاهرة احتفالا بإحدى المناسبات الدينية، وكان
معه قارئاً القارئ الشيخ عبد الحميد الباسوسي.
وفي 8 يناير 1980 كان موعده مع أولى إذاعاته الخارجية
لشعائر صلاة الفجر على الهواء المباشر من رحاب مسجد مولانا الإمام الحسين رضي الله
عنه بالقاهرة، وكان معه قارئاً القارئ الشيخ حمدي محمود الزامل.
سمير:
ما أبرز أعمال المبتهل الشيخ سعيد حافظ؟
الاب:
سجل للإذاعة المصرية العديد والعديد من الأناشيد
الدينية منها:
- إنشاد: أدركنا يا الله – بالاشتراك مع الشيخ محمد
عمران
- يــارب
- مولاي جئناك
-يا أيها المختار
- في واحة التاريخ.
- يا من يجب دعاء المضطر في الظلم.
-أعلام الهدى.
سمير:
هل شارك المبتهل الشيخ سعيد حافظ خارج مصر؟
الاب:
نعم شارك المبتهل الشيخ سعيد حافظ خارج مصر فى المغرب
2003 ، وأسبانيا 2004، ثم أغادير أواخر 2004، ثم شارك بمهرجان (قرطاج) بتونس 2005،
ثم المغرب مرة أخرى 2006، معهد العالم العربي بباريس 2014، وكانت آخر سفرياته إلى
مهرجان الإنشاد الديني بقسنطينة بالجزائر 2015.
سمير:
ما أخر اعمال المبتهل الشيخ سعيد حافظ؟
الاب:
كانت آخر أمسية دينية سجلها للإذاعة المصرية سجلها مع
الإذاعي أبوبكر بدوي بإذاعة القاهرة الكبرى بتاريخ 31 أغسطس 2015 في الاحتفال
بالذكرى الخامسة عشر لرحيل شيخ المبتهلين الشيخ إبراهيم الإسكندراني والتي أقيمت
بمسجد السيدة زينب رضي الله عنها بالقاهرة، وأدى فيها توشيح (يا أيها المختار) مع
البطانة التي كان فيها العديد من المبتهلين والمنشدين الشباب
سمير:
هل سجل المبتهل الشيخ سعيد حافظ أعمال اخرى بعدها
بخارج مصر؟
الاب:
لا ... مَرِضَ المبتهل الشيخ سعيد حافظ وأصيب بإغمائه
السكر ودخل في غيبوبة نُقِلَ على إثرها إلى مستشفى التأمين الصحي بمدينة نصر
بالقاهرة، وظل بها قرابة الشهر ونصف، حتى فارق الشيخ سعيد حافظ الحياة وفاضت روحه
إلى بارئها، واختاره الله تعالى ليجاوره في ظهر يوم الاثنين 24 ربيع أول 1437هـ
الموافق 4 يناير 2016، وشيعت الجنازة عقب صلاة العشاء بمسجد الهدى بمنطقة بركة
الحاج، بشارع مؤسسة الزكاة، بالمرج الجديدة بالقاهرة بعد أن تمت الصلاة عليه، وقد
أمَّ المُصلين في صلاة الجنازة القارئ الشيخ ياسر محمود الشرقاوي، ودُفِنَ في
مقابر الشُرفا بنفس المنطقة، وقد أقيم له سرادقاً كبيراً لاستقبال العزاء بميدان
السيدة نفيسة رضي الله عنها التي طالما عَشِقهَا وعَشِق هذا المكان.
سمير:
ترك المبتهل الشيخ سعيد حافظ ورائه العديد من
التسجيلات بمكتبة الإذاعة المصرية وبالمحافل الخارجية والأمسيات الدينية.
الاب:
رحمه الله تعالى المبتهل الشيخ سعيد حافظ رحمة واسعة
وأسكنه فسيح جناته جزاء ما قدم من خدمات وإسهامات لكتاب الله تعالى، وبحق مدحه
لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق