علم النفس الاجتماعي، Social psychology

علم النفس الاجتماعي

Social psychology

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له، له الحمد في الآخرة والأولى وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفى وخليله المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن بهداهم اهتدى وسلم تسليما كثيرا ، أما بعد :

يعتبر علم النفس الاجتماعي احد فروع علم النفس الذي يدرس السلوك في صيغته الاجتماعية بمعنى آخر هو الدراسة العلمية لتفاعلات الفرد من حيث هو متأثر بالآخرين. ويستطيع هؤلاء الآخرون أن يحدثوا أثرهم إما بصورة مباشره عن طريق وجودهم في تجاور مباشر مع الفرد أو بصورة غير مباشره من خلال أنماط السلوك التقليدية أو المتوقعة من الناس والتي تؤثر في الفرد حتى ولو كان بمفرده.

إن علم النفس الاجتماعي هو نتاج امتزاج بين علم النفس وعلم الاجتماع ومن هنا تبدو الصلة قوية بين علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي ، فالعلم الأول يهتم بدراسة الهيكل العام للتنظيمات الاجتماعية من حيث شكلها وهيكلها العام والعناصر المكونة لهذه التنظيمات وحجم الجماعة وتماسكها، في حين أن علم النفس الاجتماعي يقصر دراساته على التفاهم الذي يتم داخل هذه الجماعات وكيف يصبح الفرد متطابقاً اجتماعياً وكيف يمتص الاتجاهات النفسية والاجتماعية السائدة في هذه المجتمعات، وكيف يؤثر الفرد بدوره على سلوك أفراد الجماعة التي يعيش فيها فكل من العلمين يهتم بعناصر مختلفة من واقع لا يتجزأ ، فالأفراد لا يمكن فهمهم بعيداً عن علاقاتهم بعضهم ببعض ، والعلاقات لا يمكن أن تفهم جيداً بعيداً عن وحدات العلاقة ، وهكذا تبين لعلماء النفس استحالة إقامة حدود فاصلة تماماً، فما يكادون يقتربون من الحقيقة الإنسانية حتى يجدوا أنفسهم وجهاً لوجه أمام المظهر النفسي والاجتماعي معاً ، أى ان علم النفس الاجتماعي يهتم بالسلوك الاجتماعي للأفراد بينما يهتم علم الاجتماع بدراسة الظواهر الاجتماعية،الا أنه يوجد فرق بين كل من علم الاجتماع، وعلم النفس الاجتماعي, فالأول يدرس المجتمع والثاني يدرس التفاعل بين الفرد والمجتمع، هذا من جهة ومن جهة ثانية يهتم علم الاجتماع بالمجتمعات من حيث تكرار ظواهرها، وتعدد مؤسساتها وتنظيماتها، وكثرة ما فيها من طبقات أو فئات أو نظم اجتماعية تحكمها قوانين علمية، فهو يبدأ بالمجتمع البشري وينتهي به، أما علم النفس الاجتماعي فهو يلقي الضوء على الإنسان من خلال معايشته بمجتمعه، وليس من ناحية انفراده بذاته لأن ذلك مجال علم آخر هو علم النفس الإكلينيكي أو علم النفس الاجتماعي هي الفرد، مرورا بالمجتمع الذي يعيش فيه، وانتهاء بالنتائج التي يخرج بها منه والآثار التي يؤثر بها فيه. وبالإضافة إلى ذلك يهتم علم النفس الاجتماعي بدراسة الآثار الثقافية الموروثة والمكتسبة للإنسان من حيث هو حلقة في سلسلة حضارية بعيدة الأمد عبر هامات القرون المتباعدة.

وقد اشتمل الكتاب الحالى على اثنى عشر فصلًا تناول الفصل الأول مقدمة في علم النفس الاجتماعي ، وتناول الفصل الثانى موضوع الأصول التاريخية لعلم النفس الاجتماعي ، فى حين تناول الفصل الثالثعلاقه علم النفس الاجتماعي ، بالعلوم الأخرى ، بينما تناول الفصل الرابع موضوع مجالات علم النفس الاجتماعي ، واستعرض الفصل الخامس التنشئة الاجتماعية ، وتناول الفصل السادس التفاعل الاجتماعي ، فى حين تناول الفصل السابع موضوع الشائعات ، وتحدث الفصل الثامن عن الحرب النفسية ، وتطرق الفصل التاسع لموضوع الانفعالات ، واستعرض الفصل العاشر موضوع العواطف ، بينما تناول الفصل الحادى عشر موضوع القيم ، وأخيرًا تناول الفصل الثانى عشرموضوع الاتجاهات.

والله وليّ التوفيق

Posted in: علم النفس الاجتماعي، Social psychology