الإرشاد النفسي الديني
في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أمّا بعد
خلق الله سبحانه وتعإلى
الإنسان وهو يعلم من خلق ، والخالق هو الذي يعرف كيف يصير الإنسان سويا ، ووضع
لذلك القوانين السماوية ، وهو الذي يعرف ماذا يفسد الإنسان ، وهو الذي يعرف طريق
وقايته وصيانته ، وهو الذي يعرف طريقة علاجه وصلاحه قال الله تعإلى : } أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ
وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ{ (سورة الملك،14) ، وعليه
فالقرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة والعقائد والتعاليم الدينية الإسلامية
سبقت العلم والعلماء المحدثين الذين حاولوا الغوص في أعماق النفس البشرية والخروج
بآراء ونظريات في النفس الإنسانية والشخصية السوية واللاسوية.
إن من أبرز الوظائف التي
يؤديها الدين للفرد والجماعة تحقيق الاستقرار النفسى، فحينما يصاب الأفراد بالتمزق
النفسى والصراعات الداخلية يحقق لهم الدين توازناً نفسياً عن طريق ما يسوقه من
إرشاد وعلاج نفسي ، وتوجيه إلهي ، لقول الله تعإلى }:أَهُمْ يَقْسِمُونَ
رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ
بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ
(32) {(الزخرف ، 32) ، ففي حمى الدين تخف وطأة
الحياة ، وتهون أمور الدنيا، وتصبح هذه المظاهر أمراً ثانوياً وبعيداً عن المألوف.
ويؤدي الشعور الدينى إلى الإحساس بالسعادة والرضا والقناعة والإيمان بالقضاء
والقدر خيره وشره ، الذي يعين الفرد على مواجهة الضغوط ، ويمنح الثقة والقوة
لمواجهة التحديات والأزمات التي تعترضه في مجرى حياته ، فيكون الملاذ وقت الشدة ،
الذي يشعره بالأمان وعدم الخوف والتشاؤم ، لليقين بأن الله - تعإلى - يتدخل في الأحداث المهمة من
أجل الأفضل دائماً ، الذي يتحقق للفرد من خلال : الدعاء ، والصلاة ، والشكر
مما يوفر له أسمى صور الـدعم والطمأنينة،إلى أنه مع هذا الدعم تتناقض مشاعر الخوف
والقلق، وخاصة قلق المستقبل، فيطمئن الفرد على مصيره المستقبلي ؛ الأمـر الذي يسهم
في تحقيق السـواء ، لاعتباره بعداً أساسياً للشخصـية السوية،ومن هذا المنطلق يسعى
الكتاب الحالى إلى التعريف بالارشاد النفسى الدينى فى ضوء القرآن الكريم والسنة
النبوية الشريفة.
وقد اشتمل الكتاب على ثلاثة
ابواب تناول الباب الاول: المدخل إلى الإرشاد النفسى الدينى، من حيث ماهيتة وأهميته واهدافه
واسسه ومسلماته وخطواته. فى حين تناول الباب الثانى : فنيات الإرشاد النفسي الديني
وتطرق إلى عدد منها بشىء من التفصيل مثل: قراءة القرآن الكريم وتدبره، واسلوب
النصيحة ، وأسلوب الحوار، والوضوء، والخشوع فى الصلاة، والذكر والدعاء، والصبر،
والتوبة. بينما تناول الباب الثالث: مجالات الإرشاد النفسي الديني وتطرق إلى عدد
منها بشىء من التفصيل مثل: الإرشاد النفسي الديني في مجال الأزمات والكوارث،
والإرشاد النفسي الديني في مجال الإرشاد الزواجي، والإرشاد النفسي الديني في مجال
رعاية المسنين " الشيخوخة "، والإرشاد النفسي الديني في المجال التربوى،
والإرشاد النفسي الديني في مجال رعاية المراهقين.
والله وليّ
التوفيق
0 التعليقات:
إرسال تعليق