التوبة :
تعد
التوبة احد الفنيات المستخدمة فى الارشاد النفسى الدينى ، وقد ورد ذكرها فى القرآن
الكريم فى قوله تعإلى:}وَتُوبُوا إلى اللَّهِ
جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
{
(النور : 31 ).
ويترتب على توبة العبد
فضائل عدة منها:
- أنها سبب الفلاح ، كما جاء
فى قوله تعالى: }وتوبوا إلى الله جميعاً
أيها المؤمنون لعلكم تفلحون { (النور : 31)، وقال شيـخ
الإسـلام ابن تيمية رحمه الله ان القـلب لا يصلح، ولا يفلح، ولا يتلذذ، ولا يسـر،
ولا يطـيب، ولا يسكن، ولا يطمئن إلا بعبادة ربه وحبه، والإنابة إليه.
- أنها سبب للمغفرة والرحمة ،
كما جاء فى قوله تعالى: } وَالَّذِينَ عَمِلُوا
السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآَمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ
بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ { (الاعراف،153).
- أنها سبب في تبديل السيئات
إلى حسنات ،فإذا ما احسنت التوبة بدَّل الله سيئات صاحبها حسنات، كما جاء فى قوله
تعالى: } وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ
مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ
إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا(68)
يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا(69)
إِلاَّ
مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ
سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70) { (الفرقان،68-70).
- أن الله يحب التوبة
والتوابين، فعبودية التوبة من أحب العبوديات إلى الله وأكرمها؛ كما أن للتائبين
عنـده ـ عـز وجـل ـ محبـة خاصـة، اى ان التوبة تكون سببا لجلب محبة الله عز وجل ،
كما جاء فى قوله تعالى: } إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ{ (البقرة: 222).
- أنها سبب لقبول أعمال العبد
والعفو عن ، كما جاء فى قوله تعالى: } وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ
التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا
تَفْعَلُونَ { (الشورى،25) ، وفى قوله
تعالى: } وَمَن تَابَ وَعَمِلَ
صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا {(التوبة،71).
- أنها سبب لدخول الجنة
والنجاة من النار ، كما جاء فى قوله تعالى: } فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ
خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ
غَيًّا ﴿59﴾ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ
يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا { (مريم،59-60).
- أنها سبب للإيمان والأجر
العظيم ، كما جاء فى قوله تعالى: } إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا
وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ
فَأُولَٰئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ
الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (146) { (النساء ،146).
- التوبة سبب للمتاع الحسن،
البركات من السماء ،ونزول الأمطار، وزيادة القوة، والإمداد بالأموال والبنين، كما
جاء فى قوله تعالى: } وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا
رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ
مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ{ (هود: 3). وقال ـ تعالى ـ
على لسان هود ـ عليه السلام : }وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا
رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً
وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ{ (هود: 52). وقال على لسان
نوح ـ عليه السلام : }فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا
رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ
مِدْرَاراً (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ
وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً{ (نوح: 10-12).
- أنها سبب لكل خير ، كما جاء
فى قوله تعالى: } وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ
وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ
مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ۙ وَرَسُولُهُ ۚ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ
خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ
فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الَّذِينَ
كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3) {(التوبة،3)، قوله تعالى: } يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا
قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ
وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ۚ وَمَا نَقَمُوا إِلَّا
أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ ۚ فَإِن يَتُوبُوا يَكُ
خَيْرًا لَّهُمْ ۖ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا
فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلَا
نَصِيرٍ (74 ) {(التوبة،74).
- أنها سبب في دعاء الملائكة
للتائبين ، كما جاء فى قوله تعالى: } الَّذِينَ يَحْمِلُونَ
الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ
وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً
وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ
الْجَحِيمِ (7) { (غافر،7).
- أنها طاعة مراده لله عز وجل
، كما جاء فى قوله تعالى: } وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن
يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن ستَمِيلُوا
مَيْلًا عَظِيمًا (27) { (النساء،27).فالتائب فاعل
لما يحبه ويرضاه .
0 التعليقات:
إرسال تعليق