بسم
الله الرحمن الرحيم
ملخص بحث تأثير زيارة المدينة المنورة على المسلم نفسيا وخلقيا واجتماعيا
(فضائل المدينة المنورة )
د.
محمود فتوح محمد سعدات – أستاذ مشارك- جامعة عين شمس
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
تعد
المدينة المنورة" أول
عاصمة في تاريخ الإسلام، وثاني
أقدس الأماكن لدى المسلمين بعد مكة المكرمة
. تضم المدينة المنورة أقدم ثلاثة مساجد في العالم، ومن أهمها عند المسلمين، ألا وهي: المسجد النبوي، ومسجد قباء،ومسجد القبلتين. وتستمد المدينة المنورة أهميتها عند المسلمين من هجرة النبي محمد إليها وإقامته فيها طيلة حياته الباقية، فالمدينة هي أحد أبرز وأهم الأماكن ويسمي المسلمون السورة القرآنية التي نزلت هناك بالسور المدنية، ومفردها "سورة مدنية". وتضم المدينة بين أحضانها الكثير من المعالم والآثار، ولعل أبرزها المسجد النبوي والذي يُعد ثاني أقدس المساجد بالنسبة للمسلمين بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة، بالإضافة إلى مقبرة البقيع والتي تعد المقبرة الرئيسية لأهل المدينة، والتي دُفن فيها الكثير من الصحابة،ومسجد قباء أول مسجد بني في الإسلام، ومسجد القبلتين، وجبل أحد، والكثير من الوديان والآبار والشوارع والحارات والأزقة القديمة، لذا تسعى الدراسة الحالية إلى توضيح تأثير زيارة المدينة المنورة على المسلم نفسيا وخلقيا واجتماعيا. وقد استخدم الباحث في الدراسة الحالية المنهج الوصفي التحليلي وذلك لوصف موضوع الدراسة، وتحليل بياناته، وبيان العلاقة بين مكوناته، والآراء التي تطرح حوله ، والآثار التي يحدثها. وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج من أهمها:
. تضم المدينة المنورة أقدم ثلاثة مساجد في العالم، ومن أهمها عند المسلمين، ألا وهي: المسجد النبوي، ومسجد قباء،ومسجد القبلتين. وتستمد المدينة المنورة أهميتها عند المسلمين من هجرة النبي محمد إليها وإقامته فيها طيلة حياته الباقية، فالمدينة هي أحد أبرز وأهم الأماكن ويسمي المسلمون السورة القرآنية التي نزلت هناك بالسور المدنية، ومفردها "سورة مدنية". وتضم المدينة بين أحضانها الكثير من المعالم والآثار، ولعل أبرزها المسجد النبوي والذي يُعد ثاني أقدس المساجد بالنسبة للمسلمين بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة، بالإضافة إلى مقبرة البقيع والتي تعد المقبرة الرئيسية لأهل المدينة، والتي دُفن فيها الكثير من الصحابة،ومسجد قباء أول مسجد بني في الإسلام، ومسجد القبلتين، وجبل أحد، والكثير من الوديان والآبار والشوارع والحارات والأزقة القديمة، لذا تسعى الدراسة الحالية إلى توضيح تأثير زيارة المدينة المنورة على المسلم نفسيا وخلقيا واجتماعيا. وقد استخدم الباحث في الدراسة الحالية المنهج الوصفي التحليلي وذلك لوصف موضوع الدراسة، وتحليل بياناته، وبيان العلاقة بين مكوناته، والآراء التي تطرح حوله ، والآثار التي يحدثها. وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج من أهمها:
§
أحصى المحققون من العلماء أن للمدينة من الأسماء ما
تجاوز العشرات (طيبة ، الحبيبة ،حرم رسول الله عليه وسلم ،دار الهجرة، الفتح ،
طابة ، مأرز الإيمان ، قبة الإسلام ، المختارة ، ذات الحرار ، العروض ، الناجية ،
الشافية....الخ) وتدل كثرة الأسماء على شرف المسمى.
§
ورد لفظ " المدينة " في القرآن الكريم أربعة
عشر مرة، أما ما قصد منها " المدينة المنورة " مدينة المصطفى عليه
الصلاة والسلام فكان في أربع مواضع.
§
تعتبر منطقة المدينة المنورة هي إحدى المناطق الإدارية بالمملكة
العربية السعودية ومقر إمارتها المدينة
المنورة ويتولى
إمارتها الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز آل سعود وتأتي في المرتبة الثالثة من حيث المساحة،
والخامسة من حيث عدد السكان.
§
تعتبر المدينة المنورة واحة زراعية تمتد على فسيح من
الأرض الخصبة تكتنفها حرار ذات حجارة سوداء نخرة هي من بقايا الرواسب والطفوحات
البركانية وقد سميت تاريخياً بلابتي المدينة المنورة، وتتميز بخصوبة أرضها ووفرة
مائها وعذوبته بالإضافة إلى إحاطة هذه الواحة بمحميات تضاريسية طبيعية تمثل في
مجموعهن الجبال والهضاب والأودية.
§
أن الأرض اليابسة التي تقوم عليها المدينة المنورة،
تنحدر تدريجياً وبصفة عامة من الجنوب إلى الشمال وهو نفس انحدار أودية المنطقة،
والتي من أبرزها: وادي قناة ، وادي بطحان ، وادي الرانوناء ، وادي مذينب ،
وادي مهزور ، وادي أبو هريرة ، وادي العقيق " الوادي المبارك "، وادي
الروحاء.
§
توجد بالمدينة المنورة حرتان " لابتان "
إحداها شرق المدينة المنورة وتسمى " حرة واقم " والأخرى غرب المدينة
المنورة وتسمى " حرة الوبرة " وهما اللتان تحدان حرم المدينة المنورة
§
تضم المدينة المنورة الكثير من الجبال مثل جبل أحد، جبل
الرماة، جبل ثور، جبل سلع، جبل ذباب ، جبل بني عبيدة
، جبل سليع، جبل عير ، جبل الحرم ، جبل المستندر ، جبل ميطان،جبال الفقرة، جبال الجماوات.
§
وتضم المدينة المنورة بين أحضانها الكثير من المعالم
والآثار، ولعل أبرزها المسجد النبوي والذي يُعد ثاني أقدس المساجد بالنسبة
للمسلمين بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة، بالإضافة إلى مقبرة البقيع والتي تعد المقبرة الرئيسية لأهل المدينة،
والتي دُفن فيها الكثير من الصحابة،ومسجد قباء أول مسجد بني في الإسلام، ومسجد القبلتين، وجبل أحد، والكثير من الوديان والآبار والشوارع والحارات والأزقة القديمة.
§
، بئر رومة، بئر غرس ، بئر حاء ، بئر السقيا ، بئر أنس
بن مالك بن النضر.....لخ.
§
ورد العديد من الأحاديث النبوية التي تبيّن فضل المدينة المنورة والتي تشير
إلى حمايتها من الدجال،وان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه دعا لأهل المدينة
المنورة بزيادة البركة في مدهم وصاعهم، وخيرية المدينة المطلقة وشفاعته صلى الله
عليه وسلم لمن سكنها وثبت فيها وصبر على شدتها، وأنها تنفي خبثها وتَنْصَع
طَيِّبَهَا، والترهيب
الشديد من إحداث الحدث بالمدينة،
والترهيب الشديد من إرادة أهلها بسوء، وحب النبي صلى الله عليه وسلم لها، وتمكن حبها من قلوب المؤمنين، وتحريم
صيدها وقطع أشجارها، وفضل الموت بالمدينة حرسها الله، فضل التصبح بتمرها
ووقايته بإذن الله تعالى من
السمّ والسحر، وفضل مجاورة المدينة المنورة والإقامة فيها.
§
يترتب على زيارة المسلم للمدينة المنورة ومعالمها العديد
من الآثار النفسية والتي من أبرزها: الشعور بالسكينة والخشوع والراحة نفسية،
والشعور بالسعادة ، والشعور الثبات والصلابة ، والشعور الثقة بالنفس ، وقوة
الإرادة ، والشعور بالأمن.
§
يترتب على زيارة المسلم للمدينة المنورة ومعالمها العديد
من الآثار الاجتماعية والتي من أبرزها: الاتصاف التسامح والكرم والجود والإيثار
والفداء والنصرة والعفة، وملازمة المسلم لآداب الزيارة ، والصبر وتحمل الشدائد ،
والشجاعة ، ومداراة الناس ، والمبادرة ، والإحسان إلى الجار.
§
يترتب على زيارة المسلم للمدينة المنورة ومعالمها العديد
من الآثار الخلقية والتي من أبرزها: المداومة على طاعة الله ، والتقرب إلى الله ، والإجلال
والتقدير للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ، والاجتهاد في العبادة ، والخشية من
الله ، والتواضع، والصِّدْقَ، والدعوة بالصلاح للمؤمنين.
محتويات البحث:
إن
الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونستهديه،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، إنه من يهدي الله فلا مضل
له ، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا
إله الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
يجب
على المسلم أن يستشعر نعمة الله عليه إذا وفقه لزيارة مدينة الحبيب ـ صلى الله
عليه وسلم ـ ومسجده ، ويستحضر في قلبه شرف المدينة ، إذ هي حرم رسول الله ، ودار
هجرته ، ومهبط وحيه ، ومثواه بعد موته ، بها قامت دولة الإسلام ، وانتشر منها نور
الهداية إلى جميع بقاع الأرض ، وهي أفضل البقاع بعد مكة ، من أرادها بسوء أذابه
الله ، فقد حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ دِينَارٍ قالا
حدثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ح و حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ كِلَاهُمَا عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ
ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يُحَنَّسَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقَرَّاظِ
أَنَّهُ قَالَ أَشْهَدُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ قَالَ أَبُو
الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَرَادَ أَهْلَ هَذِهِ
الْبَلْدَةِ بِسُوءٍ يَعْنِي الْمَدِينَةَ أَذَابَهُ اللَّهُ كَمَا يَذُوبُ
الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ رواه مسلم.
ينبغي
على المسلم أن يراعى حرمة المدينة، فالمدينة المنورة بالحبيب ـ صلى الله عليه وسلم
ـ لها حرمة كحرمة مكة ، ولم يثبت لغيرها ذلك ،فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ
بْنِ عَاصِمٍ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : ' إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ وَدَعَا لِأَهْلِهَا ،
وَإِنِّي حَرَّمْتُ الْمَدِينَةَ كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ ، وَإِنِّي
دَعَوْتُ فِي صَاعِهَا وَمُدِّهَا بِمِثْلَيْ مَا دَعَا بِهِ إِبْرَاهِيمُ
لِأَهْلِ مَكَّةَ رواه مسلم . ومن
ثم ينبغي رعاية حرمتها ، وأن يصرف المسلم وقته حال وجوده بها في طاعة الله ،
وليحرص كل الحرص على الصلاة والعبادة في المسجد النبوي ، لما في ذلك من الأجر
الكبير والثواب العظيم ، فعن عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك عن زيد بن رباح
وعبيد الله بن أبي عبد الله الأغر عن أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة رضي الله
تعالى عنه أن النبي قال: صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد
الحرام رواه البخاري.
وحدثنا
حفص بن عمر حدثنا شعبة قال: أخبرني عبد الملك عن قزعة قال: سمعت أبا سعيد رضي الله
تعالى عنه أربعا قال: قال: سمعت من النبي وكان غزا مع النبي ثنتي عشرة غزوة ح
حدثنا علي حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن
النبي قال لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجد الرسول ومسجد
الأقصى رواه البخاري.
وقد
اشتمت الدراسة على سبعة عشر مبحثا،تناول المبحث الأول منها مدخل إلى الدراسة ،في
حين تناول المبحث الثاني المدينة المنورة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة
،وتناول المبحث الثالث نشأة المدينة المنورة ،بينما تناول المبحث الرابع معلومات جغرافيّة
عن المدينة المنورة ، في حين تناول المبحث الخامس أودية المدينة المنورة ، وتناول
المبحث السادس حرار المدينة المنورة ،وتناول المبحث السابع جبال المدينة المنورة ،
وتناول المبحث الثامن سكان المدينة المنورة التاسع غزوات الرسول محمد صلى الله
عليه وسلم بالمَدِيْنَة المُنَوَّرَة ، ،بينما تناول المبحث العاشر معالم المدينة
المنورة ، في حين تناول المبحث الحادي عشر المسجد النبوي الشريف ،وتناول المبحث الثاني عشر مساجد المدينة المنورة
،بينما تناول المبحث الثالث عشر ثنايا المدينة المنورة ،بينما تناول المبحث الرابع
عشر الآبار في المدينة المنورة ، في حين تناول المبحث الخامس عشر فضائل المدينة
المنورة ، وتناول المبحث السادس عشر تأثير زيارة المدينة المنورة على المسلم نفسيا
وخلقيا واجتماعيا،وأخيرا تناول المبحث السابع عشر نتائج الدراسة وتوصياتها.
والله ولى التوفيق
د. محمود فتوح محمد سعدات
1434هـ
0 التعليقات:
إرسال تعليق