أهمية
الإيمان بالملائكة وعلاماته النفسية والاجتماعية والخلقية
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء
والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
الإيمان
بالملائكة هو الركن الثاني من أركان الإيمان
، والذي لا يصح إيمان عبد حتى يقر به، فيؤمن بوجودهم، وبما ورد في الكتاب والسنة من صفاتهم وأفعالهم، لذا تسعى الدراسة الحالية إلى توضيح أهمية الإيمان بالملائكة وعلاماته النفسية والاجتماعية والخلقية. وقد استخدم الباحث في الدراسة الحالية المنهج الوصفي التحليلي وذلك لوصف موضوع الدراسة، وتحليل بياناته، وبيان العلاقة بين مكوناته، والآراء التي تطرح حوله ، والآثار التي يحدثها. وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج من أهمها:
، والذي لا يصح إيمان عبد حتى يقر به، فيؤمن بوجودهم، وبما ورد في الكتاب والسنة من صفاتهم وأفعالهم، لذا تسعى الدراسة الحالية إلى توضيح أهمية الإيمان بالملائكة وعلاماته النفسية والاجتماعية والخلقية. وقد استخدم الباحث في الدراسة الحالية المنهج الوصفي التحليلي وذلك لوصف موضوع الدراسة، وتحليل بياناته، وبيان العلاقة بين مكوناته، والآراء التي تطرح حوله ، والآثار التي يحدثها. وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج من أهمها:
§
يجب الإيمان بالملائكة التي وردت أسماؤهم في الكتاب أو
في السنة بالتفصيل، ومن هؤلاء جبريل عليه السلام(وهو الملك الموكل بالوحي)،وميكائيل
عليه السلام)وهو الملك
الموكل بالقطر الذي به حياة الأرض والنبات و الحيوان( ،وإسرافيل عليه السلام
( وهو الملك الموكل بالنفخ في الصور)، وملك الموت عليه السلام ( وهو الملك الموكل بقبض
الأرواح)،مالك عليه السلام (وهو خازن النار)، ورضوان عليه السلام خازن الجنة، وأما
الملائكة الذين لم يرد ذكرهم فيجب أن نؤمن بهم بصورة إجمالية، فمثلا نؤمن بالكرام
الكاتبين الذين جعلهم الله علينا حافظين، ونؤمن بملك الموت الموكل بقبض أرواح
العالمين، ونؤمن بحملة العرش، وبالملائكة الموكلون بالنار، والملائكة الموكلون
بالجنان وغيرهم
.
.
§
الإيمان بالملائكة ، والتصديق بوجودهم وأنهم أجسام
نورانّية كما قال عليه الصلاة والسلام :"خلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان
من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم " رواه مسلم . وهم قادرون على التشكيل
بأشكال حسنة وعلى الأفعال الشاقة . وكان جبريل عليه السلام يأتي إلى النبي صلّى
الله عليه وسلّم في صفات متعددة فتارة ً يأتي بصورة رجل اسمه دحية بن خليفة وتارة
ً في صورة أعرابي وتارة ً على صورته التي خلق عليها . وقد جاءت الملائكة إلى نبي
الله لوط في صور حسنة من بني البشر . والملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناكحون
، ولا يوصفون بذكورة ولا بأنوثة عباد مكرّمون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما
يؤمرون.
§
يتصف الملائكة عليهم السلام بمجموعة من الصفات الخَلقية
، ذُكِرت في الكتاب والسنة، وهى: أنهم خلقوا من نور ، وأن لهم أجنحة ، ولا حاجة
لهم للأكل والشرب ، ولا يوصفون بذكورة و لا أنوثة ،وقوتهم وشدتهم ، والموت ، وتفاوتهم
في الخلق والمقدار ، وان منازلهم ومساكنهم السماء ، وان أعدادهم لا يعلمه إلا الله
عزَّ وجلَّ ، قدرتهم الهائلة على التشكل ، وعظم سرعتهم ، وأنهم مخلوقون قبل
السلالة البشرية ، وجمالهم الحسن ، وامتلك القدرات الخارقة.
§
يتصف الملائكة عليهم السلام بمجموعة من الصفات الخُلقية،
ذُكِرت في الكتاب والسنة، وهى: قربهم من الله تعالى ، وطاعاتهم لله تعالى ، وخوفهم
من الله تعالى ، والانتظام في الصفوف ، وأنها لا تتعب ولا تفتر من عبادتهم لله عز
وجل ، وأنهم كرام بررة ، والاستحياء ، واختصام الملأ الأعلى ، وأنهم معصومون لأنهم
يفعلون ما يؤمرون لقوله تعالى في وصفهم : ] يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ قُوٓا۟ أَنفُسَكُمْ
وَأَهْلِيكُمْ نَارًۭا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَٰٓئِكَةٌ
غِلَاظٌۭ شِدَادٌۭ لَّا يَعْصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا
يُؤْمَرُونَ[
[ سورة التحريم : آية 6 ] وقوله تعالى : ]لَا
يَسْبِقُونَهُۥ بِٱلْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِۦ يَعْمَلُونَ[
[سورة الأنبياء : آية 27 ].
§
توجد ادوار عديدة للملائكة تجاه المؤمنين من أهمها:
تسديد المؤمنين ، ومحبتهم للمؤمنين ، والتأمين على دعاء المؤمنين ، وصلاتهم على
المؤمنين ، وحمايتهم لمكة والمدينة من الدجال ، وتبشيرهم لعباد الله المؤمنين ، وشهودهم
جنازة الصالحين ، وشهودهم مجالس العلم وحلقات الذكر ، وتسجيل الملائكة المصلين الذين
يحضرون الجمعة ، واستغفارهم للمؤمنين ، وتنزلّهم عندما يقرأ المؤمن القرآن الكريم
، وتعاقب الملائكة فينا ، وتبشيرهم المؤمنين ، ويبلّغون الرسول صلى الله عليه وسلم
عن أمته السلام ، والدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، والقتال مع المؤمنين وتثبيتهم
في حروبهم ، وحمايتهم للمدينة ومكة من الدجال ، والملائكة الذين جاؤوا بالتابوت ، وشهود
الملائكة لجنازة الصالحين ، والملائكة باسطة أجنحتها على الشام ، تأمين الملائكة ، وظهور الملائكة في الرؤيا بالمنام، إظلالها
للشهيد بأجنحتها.
§
يتطلب الإيمان بالملائكة عدة متطلبات يجب أن يضعها
المؤمن في اعتباره ، وهى: ليس لهم من خصائص الربوبيّة والألوهية شيء، والإيمان
بوجودهم، والإيمان بهم إجمالاً وتفصيلا أي الإيمان بما نعلم من أسمائهم (كجبريل )
وبما لم نُعلم ، والإيمان بما عُلم من صفاتهم (كصفة جبريل التي رآها النبي في
صورته التي خلقه الله عليها وله ستمائة جناح قد سدّ الأفق، وقد يتحول الملك بأمر
الله إلى هيئة بشرية في صورة رجل كما حصل لجبريل حين أرسله الله إلى مريم فتمثل
لها بشراً سوياً( ، الإيمان بما عُلم من أعمالهم التي يقومون بها
بأمر الله كتسبيحه والتعبد له ليلاً ونهاراً بدون ملل ولا فتور.
§
إن في وجود الملائكة والإيمان بهم حكماً متعددة منها: أن يعلم الإنسان سعة علم الله تعالى وعظم
قدرته وبديع حكمته، وذلك أنه سبحانه خلق ملائكة كراماً لا يحصيهم الإنسان كثرة ولا
يبلغهم قوة وأعطاهم قوة التشكل بأشكال مختلفة حسبما تقتضيه مناسبات الحال،وان الإيمان
بالملائكة عليهم السلام هو ابتلاء للإنسان بالإيمان بمخلوقات غيبية عنه، وفي ذلك
تسليم مطلق لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يعلم الإنسان أن الله تعالى خلق ملائكة
أنقياء أقوياء لكلٍ منهم له وظيفة بأمر من الله تعالى إظهاراً لسلطان ربوبيته
وعظمة ملكه، وأنه الملك المليك الذي تصدر عنه الأوامر، من الوظائف التي أمروا بها:
نفخ الروح في الأجنة ومراقبة أعمال البشر، والمحافظة عليها وقبض الأرواح وغير ذلك،وأن
يعلم الإنسان ما يجب عليه تجاه مواقف الملائكة معه وعلاقة وظائفهم المتعلقة به،
فيرعاها حق رعايتها ويعمل بمقتضاها وموجبها ،والاستقامة على أمر الله عز و جل، فإن
من يؤمن برقابة الملائكة لأعماله وأقواله،وشهادتهم على كل ما يصدر منه،فإنه يتجنب
مخالفة الله و معصيته في السر وفي العلانية،والصبر، ومواصلة الجهاد في سبيل الله،وعدم
اليأس،وذلك بمعرفة أن الملائكة جنود الله معه وأنه ليس وحده في الطريق.
§
يتميز المؤمن بالملائكة بأربعة علامات ، وهي علامات
تتعلق بالنواحي النفسية ،وعلامات تتعلق النواحي الأخلاقية ،
وعلامات تتعلق النواحي الاجتماعية ، وعلامات تتعلق النواحي العبادية لديه.
يمكنك تحميل الكتاب من الموقع التالي أيضا:
يمكنك تحميل الكتاب من الموقع التالي أيضا:
1 التعليقات:
ما شاء الله
إرسال تعليق