شريط جانبي للتواصل الاجتماعي

ترحيب بالزائرين

اتمنى لكم قضاء وقت ممتع عبر صفحتى ولكم تحيتى

Google Plus

الجمعة، 24 مايو 2013

التأثير النفسي لرحلة الحج إلى مكة المكرمة على المسلم (فضائل مكة المكرمة )



بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة:

إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونستهديه،  ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، إنه من يهدي الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له،  وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

إن خير البقاع على وجه المعمورة بلد الله الحرام
، مكة المكرمة ، مهبط الوحي، وموطن البعثة المحمدية ، التي اختارها الله لبيته الحرام ، ولقد اختصها الله تعالى بمزيد من الفضل ، وجعل لها من الحرمة والمكانة هي ومدينة رسوله ،ما ليس لغيرهما من سائر البقاع ، ولا أدل على ذلك من مضاعفة الصلاة فيها ، إذ الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة فيما سواه، فحدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة قال: أخبرني عبد الملك عن قزعة قال: سمعت أبا سعيد رضي الله تعالى عنه أربعا قال: قال: سمعت من النبي وكان غزا مع النبي ثنتي عشرة غزوة حدثنا علي حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي قال لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجد الرسول ومسجد الأقصى رواه البخاري، لذا فلا غرابة أن يكون لهذه المدينة المقدسة مكانة جليلة في نفوس المسلمين ، تحمل على رعايتها والعناية بها ، ولا سيما ممن شرفه الله بالولاية عليها ، فلقد عني الولاة من الخلفاء والسلاطين والملوك والأمراء على مر التاريخ الإسلامي بهذه المدينة المقدسة ، وحظي المسجد الحرام بالعمارة والتشييد والعناية على أفضل صورة ممكنة في كل عصر بما يناسبه .

شرع الله العبادات والشعائر لحكم عظيمة وغايات جليلة ، فهي تزكي النفوس، وتطهر القلوب، وتقرب العباد من ربهم جل وعلا، وهناك معانٍ مشتركة تشترك فيها جميع العبادات، كما أن هناك معانٍ خاصة تختص بها كل عبادة على حدة، ومن هذه العبادات العظيمة عبادة الحج، فللحج حكمٌ وأسرار ومعان ينبغي للحاج أن يقف عندها، وأن يمعن النظر فيها، وأن يستشعرها وهو يؤدي هذه الفريضة، حتى يحقق الحج مقصوده وآثاره ، لذا تحاول الدراسة الحالية التعرف على التأثير النفسي لرحلة الحج إلى مكة المكرمة على المسلم.

وقد اشتمت الدراسة على خمسة فصول،تناول الفصل الأول منها مدخل إلى الدراسة ،في حين تناول الفصل الثاني مكة المكرمة من حيث نشأتها وموقعها ومناخها وتضاريسها وأشهر معالمها وجبالها وأوديتها وكذلك أشهر مساجدها وفى مقدمتها المسجد الحرام ،وتناول الفصل الثالث رحلة الحج إلى مكة المكرمة من حيث تعريف الحج ومواقيته وشروطه وأركانه والحكمة منه،بينما تناول الفصل الرابع التأثير النفسي لرحلة الحج إلى مكة المكرمة على المسلم من حيث تناول أهم خصائص مكة المكرمة ، واهم فضائلها ، والتأثير النفسي لرحلة الحج إلى مكة المكرمة على المسلم،وأخيرا تناول الفصل السابع الخامس نتائج الدراسة وتوصياتها.

والله ولى التوفيق
د. محمود فتوح محمد سعدات
1434هـ



ملخص البحث: التأثير النفسي لرحلة الحج إلى مكة المكرمة على المسلم
(فضائل مكة المكرمة )
د. محمود فتوح محمد سعدات – أستاذ مشارك- جامعة عين شمس

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد:
مكة هي البيت العتيق ، وهي البلد الحرام ، والبلد الأمين ، شرفها الله عز وجل ورفع قدرها ، فلها المنزلة العظمى والمقام السامي الذي لا يدانيه مقام ، ففيها بيته الذي هو أول بيت وضع للناس ، يعبدون فيه ربهم ويتقربون إليه ، وهو البيت الذي جدد بناءه خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام ، وزاده الله رفعة وتعظيما بمبعث خاتم الرسل محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم .
أمر الله عباده بإتباع نبيه - صلى الله عليه وسلم- فقال سبحانه: }وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا { (الحشر: 7 ) ، وجعل إتباع نبيه هو دليل المحبة الأول وشاهدها الأمثل ، فقال سبحانه : {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم }( آل عمران 31 ) ، والحج من أوضح العبادات التي يتجلى فيها إتباع النبي - صلى الله عليه وسلم- والتأسي به ، لما لرحلة الحج إلى مكة المكرمة من تأثير على حياة المسلم، لذا تسعى الدراسة الحالية إلى توضيح التأثير النفسي لرحلة الحج إلى مكة المكرمة على المسلم. وقد استخدم الباحث في الدراسة الحالية المنهج الوصفي التحليلي وذلك لوصف موضوع الدراسة، وتحليل بياناته، وبيان العلاقة بين مكوناته، والآراء التي تطرح حوله ، والآثار التي يحدثها. وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج من أهمها:
ý    تعددت أسماء مكة المكرمة، وقد زادت أسماؤها عن ثلاثين اسماً تعبر عن أوصاف وأحوال مختلفة، وقد ورد بعض هذه الأسماء في القرآن الكريم، ومن أهمها مكة، وبكة، وأم القرى، والبلد الأمين، وقد شرحت هذه الأسماء عند المفسرين فاصطلح على أن التسمية مكة تعني التي تمك الجبارين أي تدكهم وتحطمهم، أو أنها سميت بذلك لازدحام الناس فيها، كما شرحت التسمية بكة بشروح شبيهة بمعنى التهشيم والقهر، وأن التسمية أم القرى تشير إلى الزعامة والقيادة، والقداسة، فهي أعظم كل القرى، أما صفة البلد الأمين فتشير إلى أن من دخله كان آمناً وأن أهلها آمنون على مدى التاريخ.
ý    يرجع تاريخ تأسيس مكة إلى أكثر من 2000 سنة قبل الميلاد أي أنها كانت موجودة قبل قيام النبي إبراهيم والنبي إسماعيل برفع أساسات الكعبة، وكانت مكة في بدايتها عبارة عن بلدة صغيرة سكنها بنو آدم إلى أن دمرت، أثناء الطوفان الذي ضرب الأرض في عهد النبي نوح، وأصبحت المنطقة بعد ذلك عبارة عن واد جاف تحيط بها الجبال من كل جانب. ومرت مكة المكرمة في نشأتها بعدد من المراحل على مر العصور الإسلامية احتفظت الأماكن المقدسة بحرمتها وقدسيتها، وكانت محط اهتمام ورعاية القائمين على خدمتها.
ý    تضم مكة المكرمة الكثير من الأودية بحكم موقعها في شبه الجزيرة العربية، ومن أبرز هذه الأودية: وادي فَخّ، وادي فاطمة ، وادي عبقر ، وادي عرنة ، وادي ضيم، وادي مُحَسِّر، وادي نَعْمان .
ý    تضم مكة المكرمة الكثير من الجبال مثل جبل النور ، جبل ثور ، جبل عمر ، جبل خندمة ، جبل عرفة ، جبل أبي قبيس ، جبل قعيقعان.
ý    تضم مكة المكرمة بين أحضانها الكثير من المعالم والآثار، ولعل أبرزها المسجد الحرام ،وهو أعظم مسجد في الإسلام، يقع في قلب مكة، تتوسطه الكعبة المشرفة التي هي أول بناء وضع على وجه الأرض ، بالإضافة إلى غار حراء، وغار ثور،جسر الجمرات، مسجد التنعيم، ساعة مكة المكرمة.
ý      تحفل رحاب العاصمة المقدسة بعشرات المساجد الأثرية ذات الدلالة التاريخية في بداية العهد الإسلامي ، ورسمت على ذاكرة الزمن ملامح بداية الفن المعماري الإسلامي. وأبرز المساجد الزاخرة بالتراث المعماري مسجد البيعة ومسجد جعرانة والجن والخيف والراية وعائشة والصخرات والمشعر الحرام ونمرة. واكتسبت المساجد أهمية إضافية للمواقف التاريخية التي حصلت فيها أو بالقرب منها ، فمسجد البيعة تمت على أرضه أول بيعة في الإسلام ، ويجاوره مسجد الجن الذي تلقى فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - بيعة الجن ، ومسجد الخيف الذي شهد صلاة الرسل فيه ، ومساجد أخرى نزل بها القرآن ، ومنابر أسهمت في بث الرسالة المحمدية وإيصالها للعالم أجمع ، فأغلب هذه المساجد لازالت شامخة تربط الماضي بالحاضر وهي شاهد على عظمة تاريخنا الإسلامي
ý    شهد المسجد الحرام الذي يضم الكعبة المشرفة في مركزه ،توسعات متتابعة عبر العصور الإسلامية ، منذ عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عام (638م ) حتى يومنا هذا.
ý    يترتب على الحج العديد من المنافع من أهمها: عودة الحاج إلى الله واستمراره على الطاعة بعد الحج ،والتقشف والبعد عن ترف الدنيا،والتذكير بالحرب الدائمة مع الشيطان عند رمي الجمرات،  ويرسخ كل معاني التضحية في قلوب الحجاج ، ويربي الحجاج ويربي الأمة كلها على الإتباع ، ويذكر الأمة بيوم القيامة ،  المساواة بين طوائف المسلمين المختلفة ،ويربي لين الجانب وهدوء النفس وترك الجدال، وترسيخ فكرة الأمة الواحدة عند المسلمين.
ý    يترتب على قيام المسلم برحلة الحج إلى مكة المكرمة العديد من الآثار النفسية والتي من أبرزها: الشعور بالسكينة والخشوع والراحة نفسية، والشعور بالسعادة ، والشعور الثبات والصلابة ، والشعور الثقة بالنفس ، وقوة الإرادة ، والشعور بالأمن.


يمكنك تحميل الكتاب من الموقع التالي أيضا:http://www.alukah.net/Authors/View/Sharia/8022/
 




0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More