آراء ابن خلدون التربوية
أ. هيا تركي معدي الحربي
يعتبر
ابن خلدون المنشئ الأول لعلم الاجتماع، وتشهد مقدمته الشهيرة بريادته لهذا العلم،
فقد عالج فيها ما يطلق عليه الآن "المظاهر الاجتماعية" ـ أو ما أطلق
عليه هو "واقعات العمران البشري"، أو "أحوال الاجتماعي
الإنساني".
وقد اعتمد ابن خلدون في بحوثه على ملاحظة ظواهر
الاجتماع في الشعوب التي أتيح له الاحتكاك بها، والحياة بين أهلها، وتعقب تلك
الظواهر في تاريخ هذه الشعوب نفسها في العصور السابقة. وقد كان "ابن
خلدون" ـ في بحوث مقدمته ـ سابقًا لعصره، وتأثر به عدد كبير من علماء
الاجتماع الذين جاءوا من بعده مثل: الإيطالي "فيكو"، والألماني "
ليسنج"، والفرنسي"فوليتر"، كما تأثر به العلامة الفرنسي الشهير
"جان جاك روسو" والعلامة الإنجليزي "مالتس" والعلامة الفرنسي
"أوجست كونت.
ویعد
ابن خلدون
من أعظم
المفكرین في العالم العربي
والإسلامي، وهو
من علماء القرن
الثامن الهجري
،
وقد جاءت
شهرته كونه
أول من درس المجتمع
البشري
بطریقة واقعیة حیث
خرج بها
من طریقة
الواعظ التي
كانت مسیطرة
على الأذهان
طیلة
القرون القدیمة والوسطى،و لما كان الفكر التربوي في الإسلام يعتمد على
القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة, فقد كانت أول مدرسة شهدها الإسلام هي دار
الأرقم بن أبي الأرقم في مكة, ثم كان مسجده صلى الله عليه وسلم في المدينة هو
الثاني ، وبمرور الأيام وتغيرات المجتمع الإسلامي ظهر الفقهاء والعلماء والأدباء
والفلاسفة وظهر معهم فكر تربوي إسلامي أساسه القرآن الكريم والسنة ،ومن هؤلاء ابن
خلدون والذي عُرف على أنه عالم اجتماع ولكن له آراء تربوية ذكرها في كتابه
المقدمة, وسوف يسعى هذا الكتاب استعراض هذه الآراء وتناول بالفحص والدراسة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق