الحمد لله رب العالمين
يقصد
بالحمد الثناء والامتنان لرب العالمين، والشكر على نِعَمه الكثيرة، وآلائه
الجسيمة، مبتغى ومنتهى الشكر لله، فيحبُ أن نَحمد الله ونُثني عليه في ابتداء
وانتهاء كل أقوالنا وأفعالنا؛ فالثناء على الله تعالى يكون بذكر أسمائه الحسنى
وصفاته العُلى، وأفعاله العظمى، وذكر آلائه ونعمه على عباده، عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال: ((كلُّ أمرٍ ذي بال لا يُبدأ فيه بالحمد لله، فهو أقطع(أبو
داود (4840)، وأخرجه ابن ماجه (1894)،لذا يجب على المسلم ان يُدعى الله عزَّ
وجل بإثبات الحمد له والمنَّة، وأنه تبارك وتعالى ذو الجلال والإكرام،فعن عبدالله
بن عباس أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل
يقول: ((اللهم لك الحمد، أنت نور السموات والأرض، ولك الحمد أنت قيَّام السموات والأرض،
ولك الحمد أنت ربُّ السموات والأرض ومَن فيهنَّ، أنت الحق، وقولك الحق، ووعدُك الحق،
ولقاؤك حقٌّ، والجنة حقٌّ، والنار حقٌّ، والساعة حقٌّ، اللهمَّ لك أسلمتُ، وبك
آمنتُ، وعليك توكلتُ، وإليك أنبتُ، وبك خاصمت، وإليك حاكمتُ، فاغفر لي ما قدَّمت
وما أخَّرت، وأسررتُ وأعلنتُ، أنت إلهي لا إله إلا الله أنت))(
أخرجه
البخاري في: 19- كتاب التهجد، 1- باب التهجُّد بالليل)،كما يجب على المسلم ان يجعل
لسانه مُعطَّرا ومُبتهِجا بذِكر وحمد الله، فعن
أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا مات
ولدُ العبد قال الله تعالى لملائكته: قبضتُم ولد عبدي؟! فيَقولون:
نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟! فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون:
حمِدَكَ، واسترجَع، فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة، وسمُّوه بيت
الحمد))( رواه الترمذي (1021)، وقال:
حديث حسن).
ويجب على المسلمين ان يكتروا من الحمد لله لاسباب كثيرة ،منها:
- الحمد لله أن هدانا إلى الإيمان، وأنزل
القرآن على نبيِّنا ورسولنا خاتم المرسلين: يجب ان نحمد الله أن هدانا إلى
الإيمان، وأنزل القرآن على نبيِّنا ورسولنا خاتم المرسلين لقوله قال تعالى }:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى
عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا { ( الكهف: 1).
-الحمد لله أن بعثَ فينا رسول الله الذي
أخرجَنا من الظلمات إلى النور: يجب ان نحمد الله أن بعثَ فينا رسول الله الذي
أخرجَنا من الظلمات إلى النور لقوله تعالى}: رَسُولًا
يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ
بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا { ( الطلاق: 11).
- الحمد لله أن جعل الرسول الأمين شفيعنا
يوم القيامة وشهيدًا: يجب ان نحمد الله أن جعل الرسول الأمين شفيعنا يوم القيامة
وشهيدًا لقوله تعالى}: فَكَيْفَ
إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ
شَهِيدًا { ( النساء: 41).
- الحمد لله أن خلَقنا من نفس واحدة: يجب
ان نحمد الله أن خلَقنا من نفس واحدة لقوله تعالى}: هُوَ
الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ
إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ
فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا
لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ { ( الأعراف: 189).
• الحمد
لله أن أنعم علينا بالقرآن هُدى ورحمة، وأنعم علينا بنعمة الإصغاء والإنصات له كي
نتدبر معانيه: يجب ان نحمد الله أن أنعم علينا بالقرآن هُدى ورحمة، وأنعم علينا
بنعمة الإصغاء والإنصات له كي نتدبر معانيه لقوله تعالى}: وَإِذَا
قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ { ( الأعراف: 204).
- الحمد لله على كل هذه النعم التي خصَّنا الله بها: فيجب علينا
نحن الأمة الإسلامية أن نتعاون، ونتحابَّ وننصهِر في بوتقة واحدة، وأن نُجاهد في
سبيل الله، ومن أجل كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، في كل شبر يتربَّص به
أعداء الإسلام في بقاع العالم الإسلامي، وأن نَنصُر إخواننا المسلمين أينما كانوا،
حتى ننعم بروح الأخوة، ونُجسِّد قوله تعالى}: إِنَّمَا
الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ
لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ { ( الحجرات: 10).
• الحمد
لله أن بعَث فينا رسول الله الأمي العربي هادينا ومعلمنا: يجب ان نحمد الله أن
بعَث فينا رسول الله الأمي العربي هادينا ومعلمنا لقوله قال تعالى}:
لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ
وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ
قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ { ( آل عمران: 164).
-الحمد لله أن جعل الإسلام لنا دينًا: يجب
ان نحمد الله أن جعل الإسلام لنا دينًا لقوله تعالى}: الْيَوْمَ
أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ
الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ
فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ { ( المائدة: 3).
- الحمد لله أن جعَلنا خير أمة: يجب ان
نحمد الله ان جعَلنا خير أمة لقوله تعالى}: كُنْتُمْ
خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ
عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ
خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ { ( آل عمران: 110).
- الحمد لله أن جعَلنا أمة وسطًا: يجب ان
نحمد الله ان جعَلنا أمة وسطًا لقوله تعالى}: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ
أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ
عَلَيْكُمْ شَهِيدًا
{
( البقرة: 143).
- الحمد لله أن جعل لنا أركان الإسلام الخمسة: عن ابن عمر رضي
الله عنه، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((بُني الإسلام على خمس؛
شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج
البيت، وصوم رمضان))( متفق
عليه).
- الحمد لله أن جعلنا أمة واحدة: يجب ان
نحمد الله ان جعلنا أمة واحدة لقوله تعالى}: إِنَّ
هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ { ( الأنبياء: 92).
0 التعليقات:
إرسال تعليق