الخميس، 12 مايو 2016
كتاب برنامج الحي المتعلم
كتاب برنامج
الحي المتعلم
المقدمة:
الحمد
لله الذي أحاط بكل شيء علما وهو على كل شيء شهيد أحاط علمه بالظاهر والخفي والقريب
البعيد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد فهو الولي
الحميد، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل العبيد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه
ومن تبعهم في هديهم الرشيد وسلم تسليما. أما بعد:
إن خدمات وبرامج محو الأمية مازالت
قاصرة في مواجهة الأمية مما يتطلب البحث عن آليات جديدة للعمل في مشروعات محو
الأمية الحضارية وبأسلوب آخر غير المعتاد، وبرامج مختلفة تعتني بالأمي والمجتمع
أيضاً حيث أن الأمية ليست مقصورة على الأبجدية فقط وإنما تتعداها إلى جميع سبل
الحياة الضرورية.
يعد برنامج الحي المتعلم
من الأساليب الفاعلة التي تعزز
المهارات الحياتية بالإضافة إلى برامج محو الأمية، فهو برنامج يهدف
إلى إيجاد نموذج لمحو الأمية الحضاري (أبجديا، ثقافياً، اجتماعياً، مهنياً...)
والإسهام في خفض نسبة الأمية في هذه الأحياء وتوسيع مفهوم محو الأمية ليشمل الجوانب
الحياتية الأخرى، وتفعيل دور المجتمع المحلي ليساهم في برامج محو الأمية، مع تمكين
الأميات من المهارات الأساسية في القراءة والكتابة والحساب وإكساب المتدربات بعض
المهارات التطبيقية في مجال تنظيم المنزل ورعاية الأسرة والصحة العامة والرفع من
كفاءة المرأة الحياتية وتقديم رعاية وعناية خاصة بها وإتاحة الفرصة لها بشكل أكبر.
وينطلق
برنامج الحي المتعلم من محاور أهمها: توثيق العلاقة بين برامج محو الأمية وتعليم
الكبار وخطط التنمية عن طريق المشاركة في إعداد القوى العاملة القادرة على
المساهمة في تنمية المجتمع وتطويره. وتفعيل دور المجتمع المحلي ليسهم بفاعلية في
مجال محو الأمية. رفع المستوى الثقافي، الصحي، والبيئي، وتطوير العادات والسلوك
بين أفراد المجتمع. وضمان تحسين الجوانب النوعية للتعليم، بحيث يحقق جميع الدارسين
بالحي تقدماً ملموساً في التعلم ولاسيما في القراءة والكتابة والحساب والمهارات
الأساسية للحياة. ودعم ونشر ثقافة العمل التطوعي بين أفراد المجتمع في جميع نواحي
الحياة. ودعم فكرة التعلم من أجل العمل والعيش مع الآخرين على أساس من الاحترام
المتبادل والتعامل مع المتغيرات المجتمعية الحديثة. والاهتمام برعاية الأمومة والطفولة
المبكرة مع التركيز على المرأة وإعطائها الأولوية في الاستفادة من برامج المشروع.
وينبغي
دراسة الخصائص النفسية والاجتماعية للكبار لنتمكن من تعليم الكبار بالقدر الذي
يمكنهم من القيام بدورهم خير قيام نحو تحقيق التنمية المجتمعية في كافة جوانبها، لذا
لابد من الوقوف على خصائص المتعلمين النفسية والاجتماعية ودراسة دوافعهم
واتجاهاتهم من أجل تعزيز هذه الدوافع والاتجاهات لكي يلتحقوا ببرامج محو الأمية
وتعليم الكبار والتعلم بفعالية في هذه البرامج وغيرها من أنشطة برنامج الحي
المتعلم، ومن هذا المنطلق يسعى الكتاب الحالي إلى تناول موضوع "
برنامج الحي المتعلم من منظور نفسي اجتماعي" بالفحص والدراسة.
وقد اشتمل الكتاب على ستة أبواب، تناول الباب الأول: برنامج
الحي المتعلم من حيث ماهية البرنامج وأهميته وأهداف
ومتطلباته ومنطلقاته، في حين تناول الباب الثاني: المستفيدين من برنامج الحي
المتعلم من حيث الخصائص
النفسية والاجتماعية للمستفيدين من برنامج الحي المتعلم واتجاهاتهم ودوافعهم نحو التعلم، وتناول الباب الثالث: أنشطة
برنامج الحي المتعلم من حيث
البرامج الرئيسية والبرامج المساندة في برنامج الحي المتعلم، بينما تناول الباب الرابع: الشراكة المجتمعية من حيث طرق تفعيل الشراكة
المجتمعية بين برنامج الحي المتعلم والقطاع الخاص بالمجتمع. وفى حين تناول الباب
الخامس: دور برنامج الحي المتعلم في التصدي لمشكلة محو الأمية وتعليم الكبار من
حيث استعراض آليات البرنامج في التصدي لمشكلة محو الأمية وتعليم الكبار. وأخيرا
تناول الباب السادس: نماذج تطبيقية يمكن الاستفادة منها في المجال الميداني.
وأخيرا أسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لي وأن يجعل هذا
العمل خالصاً لوجه الكريم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
Rss
Facebbok
Twitter
Google+
Linkedin
Youtube